في 3 يوليو 2023 وعلى هامش الدورة 53 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، سويسرا، عقدت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) فعالية جانبية مشتركة إلى جانب مركز الخليج لحقوق الإنسان (GCHR)، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH)، لتسليط الضوء على كيف تهدف الأنظمة إلى إسكات المدافعين عن حقوق الإنسان من خلال الاعتقالات طويلة الأمد. ركزت تلك الفعالية بشكل أساسي على هذا النمط في البحرين، لاسيما عبد الهادي الخواجة.
قام مايكل خامباتا، ممثل مركز الخليج لحقوق الإنسان في جنيف، بإدارة المناقشة. إلى جانبه مريم الخواجة، ابنة عبد الهادي الخواجة، وهي مستشارة حقوقية، ومديرة حملة “#FreeAlkhawaja”، كانت لها كلمة إلى جانب بيرجيت كينز لاب، منسقة وحدة الفضاء المدني في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة (OHCHR).
افتتح مايكل خامباتا، ممثل مركز الخليج لحقوق الإنسان في جنيف، الجلسة بتقديم موضوع الفعالية والمتحدثين المذكورين أعلاه.
بدأت بيرجيت كاينز لابي، المنسقة لوحدة الفضاء المدني في مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، الجلسة من خلال مناقشة الظروف العامة للمدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين. وأكدت مجدداً أن المفوض السامي جعل هذا الموضوع محورياً ودعا إلى إطلاق سراح المعتقلين بسبب ممارستهم حقوقهم، ولا سيما حرية التعبير. وشددت على الحاجة إلى البناء على فكرة أن كرامة الإنسان هي المحور بالقول إن “كل إنسان متساوٍ في الكرامة والحقوق”. ثم شددت على أنه لكي يصبح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حقيقة واقعية، فإنه يحتاج إلى أشخاص يتحدثون بصوت عالٍ، وأشخاص يجرون نقاشات. وأشارت السيدة كاينز لابي إلى الحاجة إلى بذل جهود جماعية للإفراج عن الأشخاص من جميع أنواع الاحتجاز، مثل الاحتجاز قصير الأجل والاحتجاز طويل الأجل (السجن المؤبد). عززت ذلك بكلمات قوية، “حرروا الأحباء” – نظرت إلى السيدة الخواجة وتشير إلى والدها عبد الهادي الخواجة.
في الواقع، نحن بحاجة إلى إشراك المجتمع المدني بشكل أكبر في المحادثة، في التشريعات، وما إلى ذلك، للتأكد من أنه يمكن أن يكون لهم مدخلات. واختتمت السيدة كينز لابي حديثها بتسليط الضوء على آمالها لهذا العام، والتي يمكن أن تمثل فرصة للتفكير فيما يمكن القيام به لضمان عدم نسيان هؤلاء المعتقلين منذ فترة طويلة.
مريم الخواجة، مسؤولة عن حملة “#FreeAlkhawaja”، تحدثت مباشرة عن والدها عبد الهادي الخواجة. ذكّرت أنه “عندما نتحدث عن المدافعين عن حقوق الإنسان، وخاصة في البحرين، فإن والدها ليس استثناءً – إنه القاعدة. هذا مهم لجميع العالم، وليس فقط في الشرق الأوسط. إن وضعه يمثل القاعدة والمثال الأكبر في كيفية معاملة المدافعين عن حقوق الإنسان”. وأكدت أن كل ما يمكن القيام به تقريبًا قد أُنجز في حالة والدها. وبالفعل، فقد صدرت بيانات مشتركة ورسائل ادعاء وآراء من الفريق العامل المعني بالاحتجاز التعسفي وبيانات أدلى بها المفوض السامي. بالإضافة إلى ذلك، شاركت حكومات، مثل البعثة الدنماركية الدائمة، في قضية عبد الهادي الخواجة. حصل الخواجة على جوائز للعمل الذي قام به. بالإضافة إلى ذلك، لديه جواز سفر من الاتحاد الأوروبي (دانماركي)، وحظي باهتمام دولي، وهو معروف جيدًا. “إن فكرة اعتقاله وتعذيبه بعنف وبقائه في السجن بعد مرور 12 عامًا هي فكرة مروعة للغاية”.
نتيجة لذلك، قالت السيدة الخواجة بحزن إنه إذا لم يتم الإفراج عن والدها، عبد الهادي الخواجة، على الرغم من مدى شهرة قضيته وكل ما تم القيام به من أجله، فكيف يمكن أن يُطلق سراح المدافعين الآخرين عن حقوق الإنسان الذي يتلقون اهتماماً؟.
قالت السيدة الخواجة إنه إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي حتى من إخراج مواطنيه بعد 12 عامًا (بالإشارة إلى حالة والدها ومواطن سويدي مسجون أيضًا في البحرين) أو لم يطرح هذه القضايا، فلا يمكن فعل أي شيء. إن تسليط الضوء على حالات هؤلاء الأفراد هو الحد الأدنى، ويجب طرح هذه القضية في كل دورات مجلس حقوق الإنسان، لأن المدافعين عن حقوق الإنسان هم “من أفضل الناس بيننا، ويجب حمايتهم”.
ثم تابعت قراءة مقتطف من تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق حيث تمت مناقشة حالة والدها لإثبات ما مر به في السجن حيث هو معتقل لفترة طويلة. وشددت على أنه من الضروري التذكير بما يحدث للمدافعين عن حقوق الإنسان ومواصلة التعهد بالاهتمام. كما قرأت هذا المقتطف لزيادة وعي مئات المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم الذين يتعرضون لهذه الممارسات أو أسوأ من ذلك بكثير.
وقالت: “إن المشكلة ليست فقط التعذيب فحسب، بل المشكلة هي أن يُحرم المعتقلون من العلاج الطبي كطريقة ممنهجة لمعاقبتهم مرة أخرى بعد التعذيب”. في الواقع، حُرم والدها 8 أو 9 مرات من رؤية طبيب قلب لتشخيص حالته بشكل صحيح. هذا هو النمط، يُحرم سجناء الرأي في البحرين من الحصول على العلاج الطبي المناسب. وأضافت “إنه شكل آخر من أشكال التعذيب، ليس فقط لوالدها ولكن أيضًا لعائلته”.
سألت السيدة الخواجة مرة أخرى: “ماذا يمكن أن نفعل غير ذلك؟” وأكدت أن جميع الخطوات التي يمكن اتخاذها على الساحة الدولية قد اتخذت – مع إحراز بعض التقدم. في الواقع، أعطت مثالاً للتقرير السنوي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن الأعمال الانتقامية بسبب التعاون مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، شددت السيدة الخواجة على أن المساءلة ما زالت غائبة.
وفي نهاية الفعالية فُتح المجال للأسئلة التي تناقش مواضيع مثل قوانين مكافحة الإرهاب، والإهمال الطبي، وإسقاط الجنسية، والعقاب الجماعي، وعيوب نظام الأمم المتحدة.