في 24 مارس 2023، ألقى الناشط البحريني علي مشيمع مداخلة شفهية خلال المراجعة الدورية الشاملة للبحرين في مجلس حقوق الإنسان، طالب فيها بتفعيل عقوبات ماغنتسكي على وزير داخلية البحرين المتورط الرئيسي في الانتهاكات.
أنا علي حسن مشيمع، أخاطبكم كوني ضحية تعذيب ومعتقل سياسي سابق. تعرضت لاعتقالات عدة منذ الخامسة عشر من عمري.
قضى والدي الأستاذ حسن مشيمع وهو أحد قادة المعارضة في التسعينات ستَّ سنوات في السجن دون محاكمة، ومن ثم توالت الاعتقالات بسبب آرائه السياسية المناهضة للاستبداد. عام 2011 اعتقل والدي مجدداً وتعرض لتعذيب شنيع وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. قبل ذلك بشهور اعتقل أخي محمد، وبعد اعتقال والدي بعام واحد اعتقل أخي الأصغر، قُتل ثلاثةٌ من أبناء عمومتي: علي مشيمع بالرصاص، ومحمد مشيمع بسبب حرمانه من العلاج في السجن، وسامي مشيمع بالإعدام. وهكذا بتنا نمثل نموذجاً من العائلات التي تم استهدافها.
رغم أنني أعيش في لندن منذ عام 2006 لكن هذا لم يشفع لي فقد تم تلفيق اتهامات كيدية ضدي ومن ثم حكم عليّ غيابياً بالسجن لمدة خمسةٍ وأربعين عاماً وأُسقطت جنسيتي.
قبل أسبوع أكمل والدي الأستاذ حسن مشيمع البالغ من العمر خمسٌ وسبعون عاماً، إثني عشر عاماً في السجن. لطالما طالبت المنظمات الدولية مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والمقررون الخاصون بإطلاق سراح الوالد دون جدوى.
هذه الشهادة أقدمها لكم كنموذج مصغر لعوائل تتكبد مثل تلك المعاناة أو أكثر في بلد يدعي زوراً بأنه بلد التسامح والتعايش وهو شعار يستفزني كثيراً لأن الحقيقة هو أن النظام لا يستطيع أن يتعايش مع الآخر أبداً، وهناك شواهد كثيرة على ذلك:
هدم ستة وثلاثين مسجداً شيعيا كردة فعل انتقامية رغم عدم تسبب تلك المساجد بتحريك الشارع
إسقاط جنسية أكبر علماء الشيعة، بل وترحيلهم
مشاركة نظام آل خليفة في العدوان البربري على اليمن
التضييق على ممارسة الشعائر الدينية وخصوصاً في السجون
مصادرة أبحاث الدكتور عبد الجليل السنكيس التي كتبها عن اللهجات في البحرين والأمثال الشعبية
التعذيب الشنيع والممنهج الذي طال كبار في السن وصغار ونساء داخل السجون، وبلغ حد الاعتداءات الجنسية والصعق الكهربائي وأدى إلى موت بعض الضحايا تحت مباضع الجلادين كالشهيد كريم فخراوي وزكريا العشيري وحسن مكي وعلي صقر وآخرين.
أمام هذه الحقائق أطالب بتفعيل عقوبات ماغنتيسكي على المتورطين في الانتهاكات على رأس وزير الداخلية راشد آل خليفة الذي وقع في عهده عشرات الضحايا وما تزال معاناة السجناء مستمرة.