اعتقل السيد محمد مصطفى محمد (التوبلاني) وهو طالب في المرحلة الثانوية دون إذن قضائي عام 2018. تمت ملاحقة السيد محمد منذ عام 2015 حينما كان عمره 16 عاما وهو في المرحلة المتوسطة. تعرض محمد للكثير من انتهاكات حقوق الإنسان في مواقف متعددة بما في ذلك التعذيب والمحاكمة الجائرة، واتُهم بعدة قضايا قبل اعتقاله وهو الآن يقضي عقوبته في سجن جو حيث احتجز في العزل مع 13 فردًا من زملائه السجناء منذ أغسطس 2022.
في 30 أكتوبر 2018، اعتُقل السيد محمد في منزل في منطقة الدير عندما كان مع مجموعة من أصدقائه. حاصر قوات يرتدون ملابس مدنية المنطقة والمنزل واعتقلوا السيد محمد وأصدقائه على دفعات، وصاحب المنزل الذي كان يحتويهم اعتقلوه أيضًا. لم تظهر السلطات أي مذكرة اعتقال خلال هذا الكمين.
جرى التحقيق في مديرية التحقيقات الجنائية واختفى السيد محمد هناك ليومين، بعد ذلك تمكن من الاتصال بعائلته ليخبرهم أنه لا زال في المديرية. استمر التحقيق لعشرة أيام، تعرض خلالها للتعذيب كي يعترف دون حضور محاميه. كان السيد محمد متّهمًا بسبع قضايا قبل اعتقاله، لكن تم إضافة قضية أخرى بشأن محاولته الهروب بعد اعتقاله. لم تبلّغ المحكمة أو السلطات السيد محمد أو عائلته بتلك القضايا، لكنهم عرفوا بها من أفرادٍ آخرين متهمين بنفس القضايا. قبل ثلاث سنوات من اعتقال السيد محمد، حكمت المحكمة عليه غيابيًّا بالسجن لمدة 28 عاماً دون منحه الفرصة للدفاع عن نفسه.
عُيّن محامٍ للسيد محمد بعد اعتقاله لكنه لم يستطع التحضير للمحاكمة أو الطعن بالأدلة المقدمة ضده، بالإضافة إلى أن اعترافه الذي تم تحت التعذيب استُخدم ضده في المحاكمة. بلغت سنوات السجن في قضاياه بعد الاعتقال وفي قضية محاولة الهرب 31 سنة، قدم محاميه طلبًا للاستئناف لمحكمة الاستئناف والتمييز فتمّ تأييد جميع الأحكام باستثناء حكم واحد وتم تخفيف الحكم ليصل إلى 26 سنة.
نُقل السيد محمد إلى سجن الحوض الجاف، وهناك لم يقوَ على التحرك وكان يعاني من الكدمات وآثار التعذيب في جميع أنحاء جسده. لم يستطع الاتصال بعائلته إلا بعد شهر من احتجازه وبعدها نُقل إلى سجن جو.
في 10 أغسطس 2022، نُقل السيد محمد إلى مبنى العزل مع 13 سجيناً آخراً حيث تعرضوا للضرب والتعذيب والعديد من الانتهاكات، ولا زالوا محتجزين هناك حتى اليوم. مُنعوا من التواجد خارج الزنزانة ومن الاتصال بعائلاتهم لوقت طويل. كانوا يعيشون تحت ضغط نفسي شديد ومضايقات ممنهجة منذ بداية احتجازهم في العزل وبعد ابعادهم عن العالم الخارجي. رغم أن 10 أفراد من السجناء الذين نُقلوا تمت محاكمتهم في يناير 2022 لمحاولة الهرب والسيد محمد لم يكن متورطا بتلك القضية، إلا أنه لا زال معهم في العزل. ذلك العزل هو بمثابة انتقام تقوم به السلطات ضد السجناء الـ 14 الذين كانوا يستخدمون النصوص القانونية لتحصيل حقوقهم أو للاعتراض على الانتهاكات التي تعرض لها هم أو سجناء آخرون. يوم الثلاثاء في 6 سبتمبر 2022، قام فريق من ديوان المظالم بزيارة السجناء المعزولين في سجن جو لإجراء التحقيقات المتعلقة بالادعاءات التي وصلتهم. لكن لم يتغير حال السجناء بعد تلك الزيارة وبقوا في العزل. في 21 سبتمبر 2022، قامت جهة تابعة لمديرية التحقيقات الجنائية بتنفيذ عقوبة السجن الانفرادي على السجناء الـ 14 بحيث أن سبعة منهم يحتجزون في سجن انفرادي لسبعة أيام ثم يحتجز السبعة الآخرون بعد خروج الدفعة الأولى. احتُجز السيد محمد في السجن الانفرادي من 14 إلى 21 يناير.
بعد انقطاع الأخبار عن ابنهم لفترة طويلة وبعد الغاء الزيارات له دون وجود أسباب إدارية، قدم والدا السيد محمد شكاوى عدّة لمؤسسات حقوق الإنسان بما في ذلك المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان. نجحت مساعيهم وقاموا بزيارته يوم الثلاثاء في 2 فبراير 2023. أخبرهم السيد محمد أن السجناء لا يتوقعون خيرًا من السلطات وأنهم يعيشون حاليا دون وجود أسرّة أو تلفاز وينامون على مراتب على الأرض ويُمنحون ساعة واحدة للخروج من الزنزانة والحصول على الراحة.
إنّ اعتقال السيد محمد دون مذكرة وتعذيبه وإخضاعه لمحاكمة جائرة كلها أفعال تخالف الاتفاقيات التي انضمت إليها البحرين مثل اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة CAT والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية ICCPR. بالإضافة إلى ذلك، إنّ الانتهاكات التي تعرض لها عمار والتي لا تحصى كاحتجازه في سجن انفرادي تعد انتهاكا لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء. على ضوء كل ما سبق، تطالب منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB السلطات البحرينية بإطلاق سراح السيد محمد فوراً الذي حرم من حقه في محاكمة عادلة وحقوق إجراءات التقاضي السليمة، والتحقيق بالادعاءات المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها السجناء الـ 14 ومحاكمة مرتكبيها. بالإضافة إلى ذلك، تطالب المنظمة السلطات المعنية بإنهاء عقوبة السجن الانفرادي للسيد محمد والسجناء ال14 الآخرين، ومنحهم حقوقهم بالزيارة والاتصال.