عمار عبد الغني عبد الله هو تلميذ بحريني تمّ اعتقاله دون إذن قضائي في عام 2017. تعرض عمار لانتهاكات حقوق الإنسان في مواقف متعددة بما في ذلك التعذيب والمحاكمة الجائرة، وهو يقضي عقوبته حالياً في سجن جو إثر اتهامه بالعديد من القضايا. منذ أغسطس 2022 وحتى الآن لا يزال عمار و13 فردًا من زملائه السجناء محتجزون في العزل ويتعرضون للمزيد من الانتهاكات الشديدة لحقوقهم.
في 2014، اعتقل عمار لمدة ستة أشهر وكان لا يزال في المرحلة الإعدادية، ومنذ عام 2015 وحتى اعتقاله في عام 2017 كان مطلوبًا لقضايا سياسية.
في 26 يونيو 2017، تم اعتقال عمار في منطقة السنابس بعدما لاحقه ضباط من وزارة الداخلية بمن في ذلك شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن، بالإضافة إلى قوات من مديرية التحقيقات الجنائية. لم تقدم السلطات أي مذكرة اعتقال لكن تم ارسال الكثير من مذكرات الاستدعاء له قبل ذلك، وتمت مداهمة منزله عدة مرات. تعرض عمار للاختفاء القسري، ولم تعلم عائلته عن اعتقاله إلا بعد يومين حين اتصل بهم وأخبرهم.
جرت التحقيقات بقضية عمار في مديرية التحقيقات الجنائية حيث تعرض للضرب والتعذيب النفسي والجسدي، ضُرب على جميع أنحاء جسده باستخدام العديد من طرق التعذيب. لم يخبر عمار عائلته عن التعذيب الذي تعرض له خوفاً على مشاعرهم. بعدها، تم نقله إلى سجن الحوض الجاف علما أن عائلته لم تتلق أي أخبار عنه لمدة طويلة من الزمن. تم احتجازه في الحبس الانفرادي لعدة مرات في سجن الحوض الجاف. بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله، هرب عمار من المحكمة وقبض عليه في رأس الرمان. لم يكن لدى عمار محامٍ ولم يستطع التحضير للمحاكمة، كما أنه لم يُمنح الفرصة بالحضور في المحاكمة والطعن بالأدلة المقدمة ضده.
اتّهم عمار بالعديد من القضايا بما في ذلك التجمع غير القانوني والاعتداء على عامل اجتماعي وقضايا أخرى لم يعرف هو بشأنها، وقد حكمت المحكمة عليه بالسجن لثمانية عشر سنة. قضى عمار ثلاث سنوات منهم في السجن الانفرادي والعزل الأمني في الحوض الجاف. في أبريل 2021، تم نقله إلى سجن جو بعد بلوغه سن الـ 21 عاما.
في فبراير 2022، أصيب عمار بفيروس كورونا بعد انقطاع أخباره فجأة. أكثر من سبع سجناء اتصلوا بعائلته لإخبارهم أنه في خطر كبير وأنه منقطع تماما عن العالم الخارجي. لم يسمح لعمار بالاتصال بعائلته إلا مرتين لأقل من دقيقتين حينما كان يُطمئن عائلته أنه بخير قبل أن ينقطع الاتصال، كما أنه احتجز في سجن انفرادي في مبان مختلفة لوقت طويل. كان أفراد عائلته قلقين عليه ولم يعلموا ما كان يخوضه وإذا ما كان على قيد الحياة أم لا. بعد فترة، علم والديه أنه قد تعرض لجدال عنيف مع شرطي في السجن لأنه طلب الاتصال بهم. على إثر ذلك، انتهى به الأمر في سجن انفرادي وبعدها في العزل.
في 10 أغسطس 2022، تم نقل عمار إلى مبنى العزل مع 14 سجين آخر، ولم تكن عائلته تسمع عنه أي أخبار في ذلك الوقت. وقد تم النقل تدريجيًّا بدءا من 9 أغسطس 2022 تحت إشراف ضباط يرتدون ملابس مدنية. كان الضباط يداهمون منبى رقم 5 في كل مرة ينقلون مجموعة من السجناء، وكان عمار والسجناء الذين معه يتعرضون للكثير من الانتهاكات في سجنهم الانفرادي. بعد اعتقالهم فوراً، قُيّدت أيديهم بشكل دائم لأسبوع على التوالي وكانوا يمنعون من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
يوم الإثنين في 5 سبتمبر 2022، ألغت السلطات جميع الزيارات للسجناء الـ 14 تحت أي ذريعة. بالإضافة إلى ذلك، كانوا يتعرضون للعنف الشديد حتى أن 4 منهم أصبحوا في حالة حرجة ونقلوا لمستشفى القلعة وكاد بعضهم يفارق الحياة. قام بعض السجناء بإرسال رسائل استغاثة صوتية للجميع طلبوا فيها المجيء لمساعدتهم وانقاذهم من الموت.
في 12 سبتمبر 2022، وصلت أخبار جديدة عن عمار، حيث تم نقله من السجن الانفرادي إلى زنزانته بعد تدهور حالته الصحية. كان يشعر بألم شديد وكان جسده مخدرا وشعر أنه سيموت قبل أن يسقط على الأرض. تم عرضه على الطبيب الذي قال له أن المشكلة يمكن أن تكون في قلبه، لكنه لم يتلق أي علاج. في 21 سبتمبر بدأت السلطات في تنفيذ عقوبة السجن الانفرادي على السجناء الـ 14 بحيث أن سبعة منهم يحتجزون في سجن انفرادي لسبعة أيام ثم يحتجز السبعة الآخرون بعد خروج الدفعة الأولى. لكن قبل بدء المحاكمة الجنائية، تم أخذ 10 سجناء سياسيين من ضمنهم عمار وتمت إدانتهم لمحاولة مساعدة السجناء الآخرين على الهروب. في 6 نوفمبر 2022، حكمت المحكمة على عمار بالسجن لسبع سنوات إضافية على إثر محاولة الهروب، وبذلك تصبح مدة سجنه 21 سنة.
في 29 ديسمبر 2022، وبحضور فريق الاستجابة لحالات الطوارئ الإصلاحية، تم إجبار السجناء على تسليم جميع ممتلكاتهم التي اشتروها بمالهم الخاص من سوق السجن كالملابس والطعام حتى دون أي شرح إضافي. وصرح السجناء أنهم كانوا يتعرضون باستمرار لعقوبات قاسية خلال الأيام التي تسبق الأعياد الوطنية، وخصوصا أيام الجمعة والأحد. في 3 يناير 2023، تم نقل السجناء الأربعة عشر إلى زنزانات جديدة لا تحتوي على أسرّة أو تلفاز أو مستلزمات النظافة. استمروا بتحمل العنف والضرب القاسي، حتى أن ضابطاً داس على أعناقهم.
منذ اعتقال عمار أصبحت ثيابه إما ممزقة أولا تلائمه لأنه يكبر في السن، ورغم ذلك لم تسمح إدارة السجن لعائلة عمار بإحضار ثياب له.
إنّ اعتقال عمار دون مذكرة وتعذيبه وإخضاعه لمحاكمة جائرة كلها أفعال تخالف الاتفاقيات التي إنضمت إليها البحرين مثل اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة CAT والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية ICCPR. بالإضافة إلى ذلك، إنّ الانتهاكات التي تعرض لها عمار والتي لا تحصى كاحتجازه في سجن انفرادي وتجاهل حاجته للرعاية الصحية تعد انتهاكا القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيسلون مانديلا).
على ضوء كل ما سبق، تطالب منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB السلطات البحرينية باطلاق سراح عمار فوراً الذي حرم من حقه في محاكمة عادلة وحقوق إجراءات التقاضي السليمة، والتحقيق بالادعاءات المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها السجناء الـ 14 ومحاكمة مرتكبيها. بالإضافة إلى ذلك، تطالب المنظمة السلطات المعنية بإنهاء عقوبة السجن الانفرادي للسجناء الـ 14، من ضمنهم عمار، ومنحهم حقوقهم، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين.