يبلغ حسين عبد الله مرهون راشد 31 عامًا وهو بحرينيّ من منطقة الدّراز. ألقي القبض عليه من دون مذكّرة توقيف عام 2017، وتعرّض للتعذيب ولانتهاكات عديدة في إجراءات المحاكمة العادلة وصولا الى الاجبار على الاعتراف بتهم وقضايا إرهابيّة. حكم عليه بالاعدام واستنفذ جميع سبل الانتصاف المحلية وهو الآن يواجه في سجن جو خطر تنفيذ حكم الإعدام في أي لحظة.
كان قد تمّ توقيف حسين عدة مرات قبل اعتقاله للمرّة الأخيرة عام 2017. فقد تمّ توقيفه عام 2008 عقب مشاركته في مظاهرات “يوم الشهيد” ليتمّ توقيفه بعدها لأشهر في ديسمبر 2011 وذلك لمشاركته في تظاهر سلميّ في منطقة الدّراز. ألقي القبض على حسين للمرّة الثالثة والأخيرة في 28 يونيو 2017 على يد ضبّاط بلباس مدنيّ وضباط من وزارة الداخليّة وآخرون من جهاز الأمن الوطنيّ. داهموا المنزل دون إذن من النّيابة العامّة أو أصحاب المنزل وذلك خلال نوم حسين. فأيقظوه وعزلوه في إحدى حجر المنزل حيث انهالوا عليه بالضّرب وعصبوا عينيه واقتادوه إلى سيّارة حيث تعرّض للضّرب مرّة أخرى وللصّعق الكهربائيّ.
اختفى حسين لمدة عشرين يوماً بعد توقيفه في مديرية التحقيقات الجنائيّة. لم تعرف عائلته شيئًا عمّا حصل طوال عشرين يومًا إلى حين أن اتّصل بها وأعلمها أنّه بخير وأنّه متواجد في مديريّة التّحقيقات وطلب منها ثيابًا إلّا أنّه صوته بدا متعبًا. بدأت رحلة تعذيب حسين منذ يوم اعتقاله واستمرّت خلال فترة التحقيقات في المديريّة ولاحقًا في سجن جو. فقد تعرّض للتّهديد وللضرب في كلّ أنحاء جسده خصوصًا على المناطق الحسّاسة منه. كما وهُدّد بإلحاق الأذى بأفراد عائلته وتمّ توقيف إثنين من أخوانه للضّغط عليه. تمّ مداهمة منزله حتّى بعد توقيفه وحرم من الاستشارة القانونية أثناء الاستجوابات.
تدهورت صحّة حسين الجسدية بسبب سوء التّغذية وسوء المعاملة وكذلك بسبب حرمانه من الأدوية ومن نظّاراته إذ يضع حسين النّظارات بسبب إصابة في العين أضعفت بصره في عين وأفقدته البصر في العين الثّانية. وكان قد أصيب بجروح مختلفة معظمها أثناء ملاحقته من قبل الشرطة. في فبراير 2013، أصيب بطلق ناريّ في الرأس ممّا حطّم جزءًا من جمجمته وأُخذ إلى المستشفى من قبل أشخاص يعيشون في المنطقة الّتي أجرى فيها العمليّة الجراحيّة. وفي يوليو 2013، أصيب بطلق ناريّ في عينه اليسرى بعد قمع مظاهرة سلمية في الدراز عانى بعدها من نزيف في العين.
بعد حوالى شهرين من توقيفه سُمح لعائلة حسين بزيارته للمرّة الأولى في 7 أغسطس 2017. وطلب علاجًا طبيًّا بسبب التعذيب الّذي تعرّض له لكن من دون جدوى.
في نوفمبر 2018، حكم عليه بالإعدام وبالسّجن المؤبّد وبإسقاط جنسيّته وبدفع غرامة ألف دينار بحرينيّ. حرم حسين من الوصول الى محاميته خلال فترة التحقيق والمحاكمة وحرم من تقديم أي أدلة على براءته، استنفد جميع سبل الانصاف ولم يبق بينه وبين تنفيذ حكم الإعدام سوى توقيع الملك. في الحكم النهائي، أيّدت محكمة التّمييز عقوبة الإعدام لحسين وثلاثة آخرين، و أيضا السجن المؤبد له ولاثنين آخرين وتغريم كل منهم مبلغ ألف دينار بحرينيّ، وإسقاط جنسيّتهم في قضية مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين في الدراز في يونيو 2017، وأيضا التدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات لارتكاب جرائم إرهابية والمشاركة فيها.
يعتبر إلقاء القبض على حسين دون مذكرّة توقيف وتعذيبه ومحاكمته الجائرة انتهاكًا للاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب (CAT) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)، وكلاهما تعد البحرين طرف فيهما. كما ويعتبر كلّ ما تعرّض له خلال فترة توقيفه خاصّة الإهمال الطّبيّ انتهاكًا لقواعد الأمم المتّحدة النموذجيّة لمعاملة السّجناء (قواعد نيلسون مانديلّا). تدعو منظمة ADHRB البحرين إلى احترام التزاماتها في مجال حقوق الإنسان بإلغاء حكم الإعدام الصادر بحق حسين عبد الله مرهون راشد وضمان أن تكون المحاكمات المستقبلية متماشية مع الحق في محاكمة عادلة ومستقلة، وتطالب بالتحقيق في ادعاءات التعذيب ومحاسبة الجناة، كما وتدعو إلى وقف أحكام الإعدام بهدف إلغائها نهائياً.