حسين علي السهلاوي، مواطن بحريني يبلغ من العمر 38 عاما. كان يعمل سائق باص في شركة خاصة عندما اعتقلته السلطات البحرينية عام 2012 بناءً على أحكام ملفقة مسبقة غيابية عندما كان يبلغ من العمر حوالي 26 عاماً. تعرض لمختلف أنواع انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاعتقال والمحاكمة وخلال فترة احتجازه التي ما زالت مستمرة. وهو الآن يقضي محكوميته في سجن جو.
في مارس عام 2010 أطلقت قوات الأمن البحرينية النار على حسين بشكل مفاجئ أثناء خروجه من منزل جدته التي كان يزورها في كرزكان، وأصابوا جسده بعدة طلقات الشوزن، وصار في وضع صحي حرج، نقله والده إلى مجمع السلمانية الطبي، لاحقته القوات الى المجمع قاموا بتعذيبه ومنعه من العلاج وهو على سرير المستشفى طوال مدة مكوثه هناك. نقل بعد ذلك إلى المشفى العسكري مع شظية رصاصة لا تزال في فكه، وحوالي 70 شظية أخرى منتشرة في جميع أنحاء جسده. ثم نقل مرة أخرى إلى التحقيقات الجنائية وتم احتجازه على ذمة التحقيق، حيث كان يتعرض إلى شتى وسائل التعذيب والاهانات. بعد استخراج الاعترافات، أطلق سراح حسين في انتظار المحاكمة.
في فبراير 2011 أدين وحكم على حسين غيابيا بقضيتين وهما، حرق مزارع كرزكان والثانية بتهمة قتل شرطي. حكم عليه في الأولى السجن لمدة 15 سنة لكن بعد الاستئناف عدلت بـ 7 سنوات. والقضية الثانية حكم عليه 15 سنة حبس وخفضت إلى 10 سنوات، ليصبح مجموع أحكامه 17 سنة سجن. خلال هذا الوقت اختبأ حسين وتوارى عن الأنظار حتى 23 مايو 2012 حيث قبض عليه للمرة الثانية. واتهم حسين مجددا في عام 2018 بالاعتداء على شرطي باكستاني مما زاد من مدة محكوميته على الرغم من اعتراضه أمام القاضي واشتكى أنها تهمة باطلة.
في 23 مايو 2012، حاصر عدد كبير من سيارات الأمن ومكافحة الشغب مقهى في دوار 1، كان حسين ورفاقه يحضرون فيه، واعتقلوه بعد أن أبرحوه ضربا أمام جميع الناس. ولم يلبوا طلبه بالسماح له بإخبار والديه بخبر اعتقاله، وقاموا بتكبيله وإلقاء القبض عليه ومصادرة سيارته أيضا التي كان فيها جميع أوراقه الشخصية وجواز سفره، ولم يعيدوا أي شيء من ممتلكاته أو أوراقه التي أخذوها وقت اعتقاله إلى أهله على الرغم من طلبات العائلة المتكررة بالحصول عليها. نقل حسين إلى مبنى التحقيقات الجنائية في العدلية ، ثم نقل صباحا إلى سجن جو.
تعرّض حسين منذ دخوله السجن للتعذيب والضرب بكل الأساليب على يد الضباط، فكان يصعق بالكهرباء، يحرم من النوم، ويتعرض للإساءة اللفظية كشتم مذهبه ووالديه باستمرار. إضافة إلى ذلك حرم حسين مجدداً من العلاج بالنسبة لإصابات الشوزن والجرب.
في 10 مارس 2015 بعد حادثة انتفاضة سجناء جو واحتجاجهم على التعذيب وسوء المعاملة، تعرّض حسين من للتعذيب أكثر من ذي قبل وبشكل مستمر، لاسيما بعد اتهامه بقتل شرطي، وأدخل إلى السجن الانفرادي لحوالي خمس مرات متكررة. وبعد مرور أربعة أشهر على حادثة السجن حصل على موافقة لزيارة أهله بعد أن تمت إهانتهم حيث أجبروا على التجرد من ملابسهم والخضوع إلى تفتيش في كامل مناطق الجسد. وعندما قابلته عائلته كان حسين هزيلاً جدا وخائر القوى وملامحه تغيرت.
خلال العشر سنوات الماضية أي منذ العام 2012 وحتى العام 2022 تعرض حسين للكثير من الانتهاكات في سجن جو، أُجبر على النوم تحت الدرج ولم يسمح له أن ينام في الزنزانة مع زملائه في كثير من الأحيان ،وفي أحيان أخرى تكبل يديه بباب السجن على مدار اليوم، كما وضع لمدة طويلة في زنزانة جميع السجناء فيها لا يتكلمون أو يفهمون العربية و محكومين بجرائم قتل واغتصاب. تلقى حسين الإهانات اللفظية وتهديدات بالقتل من قبل حراس السجن و السجناء الجنائيين الذين يشاركونه الزنزانة وبتهم تتعلق بتنظيم القاعدة وهم من الهنود والباكستانيين، وقد صرح عدة في عدة اتصالات أنه معرض لخطر الموت من كثرة التهديدات الموجهة له، سواء من المساجين أو شرطة السجن وحتى من موظفي التظلمات.
وبسبب استمراره للمطالبة بنقله وعدم السكوت عن الإهانات اللفظية والتهديدات، رفع أحد الحراس قضية على حسين، واتهم حسين مجددا في عام 2018 بالاعتداء على شرطي باكستاني مما زاد من مدة محكوميته على الرغم من اعتراضه أمام القاضي واشتكى أنها تهمة باطلة.
لا يزال حسين يعاني من التضييق المستمر على عدة أصعدة: سواء على الصعيد الصحي أو الشخصي وحرمانه من لباسه وأدوات التنظيف حيث تتم مصادرتها. وفي ذات العام في 2021 أصيب حسين بمرض كورونا أدت إلى التهابات بالجيوب والصدر مما أدى لصعوبة التنفس ومازال الى حتى الان يعاني من ضيق التنفس والاختناق.
صرح حسين في مايو 2022 إن الإهمال الصحي بحقه وبحق باقي السجناء مازال قائما وأن هذه هي سياسة الموت البطيء التي تستخدمها إدارة سجن جو. هو يعاني حاليا من انتفاخ واحمرار متزايد في العين وضعف في الرؤية كما هناك غضروف يمنعه من الكلام والأكل بسبب كسر أنفه سابقا، وأن حالة لسانه تسبب له أيضا دخول البكتيريا إلى حلقه وجوفه. لهذه الأسباب، يحتاج حسين لإجراء عملية فورية لعينيه وأنفه وفمه، وكما يحتاج لتناول بعض الأدوية، لكن إدارة السجن تمتنع عن إعطائه العلاج اللازم، وعن تحديد مواعيد له لإجراء العمليات العاجلة حتى الآن. كما أنه ممنوع من الزيارات العائلية.
سابقاً، أي خلال العامين 2017 و 2018، تقدمت عائلة حسين بعدة شكاوى إلى التظلمات وكلها حول التعذيب وسوء المعاملة وعدم حصوله على الرعاية الصحية المناسبة لكن كانت كلها بلا جدوى حيث لم يتحسن وضعه بل ازداد سوءاً، وعلى الرغم من ذلك فإنه يتعرض للتهديد بالقتل باستمرار من قبل ضباط السجن إذا ما استمرت عائلته بالاتصال وإرسال شكاوى إلى الأمانة العامة للتظلمات.
يعتبر اعتقال حسين التعسفي وتعرضه للتعذيب والمحاكمة الجائرة، انتهاكاً لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والعهد الدولي الخاص للحقوق المدنية والسياسية، وتعد البحرين طرفا فيها. علاوة على ذلك، فان الإهمال الطبي الذي يتعرض له يمثل انتهاكاً للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، والمعروفة باسم قواعد نيلسون مانديلا، التي أيدتها الأمم المتحدة. على هذا النحو، تطالب منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) السلطات البحرينية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن حسين، والتحقيق النزيه في تعذيبه لمحاسبة الجناة. وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين دون قيد أو شرط.