كان صادق جعفر شملوه طالباً بحرينيا يبلغ من العمر 16 عاماً عندما تم اعتقاله وتعذيبه وحُكم عليه في عدة محاكمات غير عادلة. وهو محتجز حالياً في سجن جو حيث يقضي عقوبةً بالسجن لمدة 26 عاماً، مما يعني أنه سيقضي أكثر من نصف حياته في السجن.
في 6 يناير 2016، ذهب صادق إلى مطعم لتناول العشاء وتبعه ضابط بملابس مدنية إلى المطعم. فطلب الضابط من صادق إبراز هويته والخروج من المطعم حيث تم تقييد يديه ووضعه في سيارة مدنية. بعد خروجهم من السيارة، نُقل صادق إلى مركز شرطة مدينة عيسى وهو معصوب العينين. تم نقله إلى مديرية التحقيقات الجنائية حيث تمكن من الاتصال بوالديه وإبلاغهم بمكان وجوده قبل قطع الخط بشكل مفاجئ.
قبل ذلك، في سبتمبر 2015، تمت مداهمة منزل صادق وتفتيشه في الساعة الثانية صباحاً؛ ومنذ ذلك الحين، قامت السلطات بمطاردته. وكان قد حُكم عليه غياباً بالسجن لمدة عشر سنوات لأسباب سياسية.
خلال الأيام العشرة التي قضاها في إدارة البحث الجنائي، تعرض صادق للتعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك التهديد والضرب والحرق بالسجائر لانتزاع اعترافاته في قضايا كيدية. وعندما تم نقله إلى النيابة العامة، أخذوا أقواله دون حضور محامٍ أو أحد والديه على الرغم من أنه قاصر. كان في حالة جسدية سيئة بسبب التعذيب الذي تعرض له حتى هذه اللحظة، وأرغم على توقيع المحضر المقدّم له دون قراءته.
بعد المكالمة الهاتفية الأولى، انقطع الإتصال بصادق حتى اليوم الثاني عشر عندما اتصل بوالدته لإبلاغها أنه في سجن جو وأنه تم حلق شعره بشكل كامل. بعد 14 يوماً، نُقل إلى سجن الحوض الجاف الجديد، حيث يتم احتجاز المدانين الذين يقل أعمارهم عن 21 عاماً، فاتصل بعائلته لإبلاغها بموقعه الجديد. بعد شهرين من إعتقاله، سُمح له لأول مرة برؤية والديه الذين شهدا آثار التعذيب على يديه من حرق السجائر.
وبين عامي 2015 و2022، حُكم على صادق في إحدى عشرة قضية بتهم التجمهر، والشغب، والحرق وتصنيع وزرع الأجهزة المتفجرة، والإتلاف المتعمد. فتتراوح عقوباته الثقيلة من سنة إلى عشر سنوات في كل حالة. وبالتالي، بلغ إجمالي عقوبته 34 عاماً في السجن إلا أنه تم تخفيضها إلى 26 عاماً بعد الاستئناف.
لا زال صادق معتقلاً في سجن جو منذ عامين حتى الآن، في المبنى الخامس للحجر الصحي، حيث يتم احتجاز السجناء المصابين و المرضى، كوسيلة للضغط النفسي و العزل عن السجناء الآخرين. وكلما طالب صادق بحقوقه أو رفض المعاملة اللاإنسانية، يُنقل الى السجن الإنفرادي. بينما قدّمت عائلته عدة شكاوى متعلقة بظروف اعتقاله وسلامته، فلم تكن هناك نتيجة إيجابية حول وضع صادق.
تُعدّ ظروف اعتقال صادق دون مذكرة، واستجوابه من دون محامٍ، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له، إنتهاكاً للقانون الدولي، وهما العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، واتفاقية مناهضة التعذيب، وتعد البحرين طرفاً فيهما. على هذا النحو، تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين ADHRB البحرين إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان من خلال إلغاء إدانات صادق و ضمان أن أي إعادة محاكمة لاحقة تتفق مع الإجراءات القانونية الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة، بالإضافة إلى التحقيق في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة لمحاسبة الجناة.