جاسم محمد أجويد، بحريني يبلغ من العمر 25 عاماً، اعتُقِلَ عن عمر يناهز 18 عاماً وتعرَّض للتَّعذيب والإخفاء القسري وحُكِمَ عليه في عدَّة محاكماتٍ جائرة، وهو يقضي حاليًّا عقوبة بالسجن 37 عاماً في سجن جو.
اعتُقِلَ جاسم في الساعات المبكرة من يوم 25 فبراير 2015 عندما وصل ضباط بملابس مدنيَّة في سيارات مدنيَّة إلى مزرعة حيث كان ينام مع صديقه، وشرعوا في تعذيبه بالضَّرب والصَّعق بالصَّدمات الكهربائيَّة لمدَّة ساعتين حتى ظهرت شرطة مكافحة الشَّغب ووضعوه في حافلة تتَّسع لستَّة عشرة راكباً. لم تُقدَّم له أي مذكرة توقيف. كان جاسم مطلوب طوال 3 سنوات وقد داهموا منزله بشكلٍ متكرر طوال هذه الفترة، هُدِّدت شقيقته بالاعتقال لاعتراضها على مداهمات المنزل.
بعد الاعتقال، اختفى جاسم قسريًّا لمدة أسبوع كامل حيث فُقِد الإتصال بأسرته التي لم تُخطر بمكان وجوده على الرُّغم من تواصلهم مع قسم التَّحقيقات المركزيَّة (CID)، التي نفت معرفة مكانه. لكن، أثناء الإستجواب نُقِلَ جاسم في الواقع إلى قسم التَّحقيقات المركزيَّة (CID) وتعرَّض للتَّعذيب لمدة أسبوع كامل من دون حضور محامٍ. وتعرَّض للضَّرب المبرح وأُجبِرَ على الوقوف لساعاتٍ طويلة وحُرِمَ من النَّوم، جرَّدوه من ثيابه تماماً وقيَّدوا قدميه بالسَّلاسل من أعلى إلى أسفل. علاوة على ذلك، هدَّد ضباط التَّحقيق بإيذاء زوجة جاسم، وتعرَّض للصَّعق بالصَّدمات الكهربائيَّة في أماكن حساسة، بالإضافة إلى الإهانات والشَّتائم المستمرَّة منذ تعرضه للتَّعذيب أثناء اعتقاله وطيلة فترة الإستجواب، أُجبِرَ جاسم على الإعتراف بتهمة إخفاء السِّلاح. في كل مرَّة يُنقل جاسم إلى مكتب الشرطة ينكُر التُّهم الموجَّهة إليه ويعاد إلى قسم التَّحقيقات المركزيَّة (CID) ليُعذَّب. حدث هذا ثلاث مرَّات. انتهى أمر جاسم بالاعتراف في واحدة فقط من القضايا الكثيرة المرفوعة ضده.
حُكِمَ على جاسم بالسجن بإجمالي 45 عاماً وخُفَّضت إلى 37 بعد الإستئناف بسبب سنِّه. أُدين في عدد من القضايا ذات الخلفية السياسيَّة وصدرت بحقّه بعض الأحكام الغيابيَّة. أبلغ جاسم القاضي أثناء إحدى المحاكمات أنه أجبر على الاعتراف تحت التَّعذيب، لكن القاضي هدَّد بإعادته إلى الإستجوابات. اعتُقِل جاسم لأول مرَّة في سجن الحوض الجاف ثم نُقِلَ إلى سجن جو فور بلوغه 22 عاماً.
في السجن حُرِمَ جاسم من الرّعاية الصحيَّة المناسبة في الكثيرِ من القضايا، عانى من آلامٍ في الصَّدر نتيجة التَّعذيب والضرب بأداةٍ على صدرهِ. كما أنه أصيب بفيروس كورونا مرَّتين لكنه لم يتلقَّ الرعاية أو المنتجات أو الأدوية المطلوبة. بالإضافة إلى ذلك، في السَّنوات الأربع الماضية، كان جاسم يعاني غدد بدأت تظهر على قدميهِ وانتشرت في النهاية إلى فخذيه وظهره بسبب الإهمال، لدرجة أن جاسم لا يستطيع الجلوس، على الرُّغم من مطالب جاسم وعائلته إلا أنه لم يتلقَّ العلاج الطبي المناسب بعد.
علاوة على ذلك، تعرَّض جاسم لسوء المعاملة الجسديَّة والنَّفسيَّة في السجن، في إحدى الحالات تعرَّض للضرب لمدَّة ثلاثة أيام متتالية، حيث كان الضُّبَّاط يفحصون جسده بشكل روتيني وعندما لا يجدون أي علامات يستمرون في ضربه. عندما نُقِلَ إلى سجن جو بعد بلوغه 22 عاماً هدده ضابط بتخديره. بالإضافة إلى ذلك، على مرّ السنين، مُنِعَ جاسم من الزيارات بدون سبب حيث هدَّده الضابط بحرمانه من الزيارات حسب مزاجه.
تنتهك تصرفات البحرين بحق جاسم القانون الدَّولي، بما في ذلك إتفاقيَّة مناهضة التَّعذيب والعهد الدَّولي الخاص بالحقوق المدنيَّة والسياسيَّة (ICCPR)، من حيث توقيفه بدون إذن قضائي وتعذيبه واستجوابه من دون محامٍ. تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان في البحرين، البحرين إلى الوفاء بالتزامها في مجال حقوق الإنسان من خلال إلغاء إدانات جاسم وضمان أن أي إعادة محاكمة لاحقة تتفق مع الإجراءات القانونيَّة الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة. كما تحث منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطيَّة وحقوق الإنسان في البحرين السلطات على التحقيق في مزاعم التَّعذيب والمعاملة السيئة من قبل مسؤولي السجن ومحاسبتهم، وتزويد جاسم بالرعاية الطبيَّة الكافية وفي الوقت المناسب.