عبد الله عبد الكريم الأنجاوي مواطن بحريني يبلغ من العمر 23 عامًا، اعتقلته السلطات البحرينية من منزله في بداية العام 2021 من دون إبراز مذكرة توقيف. تعرض للتعذيب وسوء المعاملة أثناء استجوابه وخلال مدة احتجازه في سجن جو حيث يقضي عقوبته.
فجر يوم 4 يناير العام 2021، طرق ضباط بلباس مدني باب منزل عبد الله، وأيقظوا والده واستجوبوه بشأن مكان تواجد ابنه. ثم شرعوا في إيقاظ عبد الله وكبّلوا يديه وسحبوه إلى سيارتهم. كما فتشوا المنزل بأكمله وأخذوا بعض ممتلكات عبد الله، بما في ذلك جميع هواتفه. لم تبرز السلطات مذكرة توقيف أو تعطي سببًا للاعتقال.
في اليوم التالي لاعتقاله، اتصل عبد الله بأسرته لإبلاغهم بأنه موجود في مديرية المباحث الجنائية. وظلّ رهن الاعتقال 11 يومًا من دون أي تواصل معه. بعد ذلك تم نقله إلى مكتب النيابة العامة بحضور محاميه. ولم يُسمح له بالاتصال بأسرته مرة أخرى إلا بعد نقله إلى مركز احتجاز الحوض الجاف. أثناء استجوابه، تعرّض عبد الله للتهديد فلم يذكر تفاصيل تعذيبه بسبب خوفه كما لم يذكر ذلك لأسرته، إلّا أن التعذيب الذي تعرض له كان شديدًا لدرجة أنه أُجبر على الإدلاء باعترافات كاذبة بالتهم التي وجهت إليه. أسفر التعذيب عن إصابات مختلفة، منها آلام في الظهر والقدمين، ولم يتلق علاجًا لها رغم مطالبته بمراجعة الطبيب.
حُكم على عبد الله سابقًا بالسجن لمدة عامين بتهمتين تتعلقان بالتجمع غير القانوني. قضى هذين العامين ثم أطلق سراحه في العام 2017. وفي 14 سبتمبر العام 2021، حُكم على عبد الله بالسجن لمدة 10 سنوات ودفع غرامة مالية قدرها 100 ألف دينار بحريني. كما وجهت إليه التهم التالية: 1- الانضمام إلى خلية إرهابية، 2- تمويل الإرهاب، 3- نقل أموال وعبوات ناسفة وأجهزة إرسال داخل البحرين. خلال جميع مراحل المحاكمة، لم يتم تحديد إطار زمني فيما يتعلق بالوقت الذي يُزعم فيه أن عبد الله قد ارتكب هذه الجرائم، كما فشل الادعاء في تحديد تواريخ أو مواقع محددة متعلقة بهذه الاتهامات. لم يتمكن عبد الله من التواصل بحرية مع محاميه أو التحضير للمحاكمة، واُستخدم اعترافه القسري لإدانته.
أثناء وجوده في السجن، عانى عبد الله أيضًا من سوء المعاملة والتمييز. أصيب بحمى واحتقان بسبب ضيق المساحة المزدحمة التي وُضع فيها، حيث يمكن أن تنتقل العدوى بسهولة بين النزلاء. تقدمت عائلة عبد الله بشكوى إلى الأمانة العامة للتظلمات الذي زار واستجوب عبد الله، رغم أنّ الأخير لم يذكر من قام بزيارته بالضبط.
إن معاملة عبد الله على يد السلطات البحرينية منذ اعتقاله التعسفي من دون إنذار وحرمانه من المحاكمة العادلة وحقوق الإجراءات القانونية الواجبة والتهديدات المتعددة وسوء المعاملة والتمييز الديني، كل هذه الأمور التي تعرض لها تشكل انتهاكات لالتزامات البحرين بموجب القانون، كذلك العديد من المعاهدات الدولية، ولا سيّما اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
لذلك، تحث منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين السلطات على إعادة محاكمة عبد الله بشكل أن المحاكمة تحترم معايير الأدلة الدولية ولا تستند إلى اعترافات كاذبة منتزعة تحت الإكراه. أخيرًا، تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين السلطات إلى التحقيق بشكل عاجل في ادعاءات سوء المعاملة والتعذيب بهدف محاسبة الضباط المسؤولين. كما نطالب بإطلاق سراحه وسراح جميع السجناء السياسيين دون قيد او شرط.