ضمن سلسلة فعالياتها من مختلف العواصم أحيت منظمتا أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) والمركز الأوروبي للحقوق والديمقراطية (ECDHR) الذكرى العاشرة للحراك الديمقراطي في البحرين ضمن ندوة إلكترونية من لندن شهدت حضوراً لافتاً.
افتتح الندوة عضو البرلمان البريطاني عن كتلة حزب العمال واين ديفيد بالقول “قبل 10 سنوات، في 2011، نزل الناس الى الشارع وطالبوا بحقوقهم، وأغلب من شاركوا في هذا الحراك هم اليوم أموات، مسجونون، منفيون أو يخافون التكلم بجرأة” وأوضح أنهم كأعضاء في البرلمان قدموا أسئلة برلمانية حول البحرين واتصلوا بالسفارة البحرينية في لندن بشأن 32 طفلاً محتجزًا في البحرين.
عضو البرلمان البريطاني واين ديفيد @WayneDavid_MP : قدمنا أسئلة برلمانية حول #البحرين واتصلنا بالسفارة البحرينية في #لندن بشأن 32 طفلاً محتجزًا في البحرين pic.twitter.com/YaCE3YShZf
— ADHRB (@ADHRB) February 15, 2021
وكانت كلمة للصحافية والناشطة الحقوقية بريثي نالو حيث أدانت قمع الحكومة البحرينية لحرية التعبير فالكثير من النشطاء والمدونين محتجزون اليوم في السجون البحرينية.
وحول الوصول الى المعلومات لفتت نالو أنّ الحكومة البحرينية اخترقت العديد من المواقع الالكترونية وهذا ما أثر سلباً على الإعلام وتسبب بقلة الوصول الى المعلومات اللازمة.
وأوضحت أن السلطات البحرينية ترفض منح رخصة مزاولة المهنة للصحافيين المحليين الذين يعملون مع صافيين أجانب وتقوم السلطات البحرينية بسحب رخصة الصحافيين المحليين بعد إخراجهم من السجن، كما تقوم بترحيل الصحافيين الأجانب وتعاقب كل من ينشر قصص غير ملائمة، لذا فإنّ إخفاء هذه تلك الحقائق أدى الى إندثار الديمقراطية.
وعبّرت نالو عن شعورها بالذنب لعدم تمكنها من تغطية الأخبار من البحرين لأن حكومة البحرين لا تسمح لجميع الصحفيين بتغطية الأخبار.
وتابعت نالو أنّ الحكومة البحرينية تقوم بالكثير من الأمور لتغطية الجرائم التي تقوم بها، فمثلاً قامت البحرين بتفعيل خدمة الـ 5g ولكن ما لا نراه هو أن البحرين حجبت الكثير من المواقع الالكترونية، أو مثلا قامت البحرين بإخراج أكثر من 400 سجين ولكن لا يوجد من بينهم أي قائد سياسي معارض أو أحد المدافعين عن حقوق الانسان او النشطاء، وختمت بالقول “يجب على الصحافة ان تلقي الضوء على ما يحدث في البحرين”.
الصحافية والناشطة الحقوقية بريتي نالو: لطالما تم قمع وسائل الإعلام في #البحرين كما يتم السيطرة على المحتوى التي تقوم بنشره على مواقع التواصل الاجتماعية والمحطات الفضائية pic.twitter.com/wWW5aOPxph
— ADHRB (@ADHRB) February 15, 2021
الكلمة الثالثة كانت للصحافي الإيرلندي فينيان كننغهام الذي كان موجوداً في المنامة خلال أحداث فبراير عام 2011، وعبّر قائلاً إنّ انتفاضة 2011 كانت انتفاضة جميلة وسلمية في وجه السلطة، لكن السلطة قتلت الكثير من المتظاهرين الشبان منذ اليوم الأول، وفي شهر آذار تدخلت القوات السعودية وقمعت الإنتفاضة بقسوة ومن دون رحمة.
واستنكر كننغهام استمرار دعم الولايات الاميركية والمملكة المتحدة يدعمون للسلطات البحرينية، وسأل “ما مدى تدخل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في الفظاعة التي حصلت في البحرين؟” كما تطرّق إلى تعتيم وسائل الاعلام الغربية للعنف الذي حصل في البحرين، قائلاً إنه كان هناك أمر سياسي مباشر لتجاهل ما حصل في البحرين، لقد تم تسليط الضوء على ثورات البحرين منذ بدأ اندلاعها في 2011 من قبل وسائل الإعلام الغربية إلا أن الوضع تغير وأصبحت الأخيرة لا تغطي ما يحدث في البحرين من انتهاكات وقمع المظاهرات كما يجب.. الولايات المتحدة والمملكة المتحدة دفعتا وسائل الاعلام إلى غض البصر عما حدث في البحرين وأجبرت وسائل الاعلام الغربية على تجاهل ما يحصل في الشرق الأوسط.
وختم بالقول “كانت هذه الانتفاضة ملهمة للغاية، فمن الرائع ان نرى هؤلاء الناس يدافعون عن حقوقهم ويطالبون بها”.
الصحافي فينيان كننغهام: على الرغم من القمع الوحشي للاحتجاجات السلمية من قبل النظام البحريني، دعمت #الولايات_المتحدة والمملكة المتحدة النظام ، ونشرت #السعودية قوات في #البحرين بعد شهر واحد من بدء الانتفاضة pic.twitter.com/kmSV4ky1z4
— ADHRB (@ADHRB) February 15, 2021
الكلمة الرابعة كانت للإعلامي والحقوقي مارك جونز الذي قال أنّ ما يحصل اليوم في البحرين ليس بجديد، فمنذ اكثر من 50 سنة والشعب البحريني مقموع ومن المهم جدًا الحديث في هذه الذكرى عن التطورات التي حدثت سياسيًا وحقوقيًا في البحرين وتسليط الضوء على دور تدخل السلطات الغربية في ذلك، حيث كانت المملكة المتحدة تريد مساندة المعارضة ولكن خافت ان تمنعهم السلطات البحرينية من وضع قاعدة عسكرية على الاراضي البحرينية فاضطرت إلى تقديم المساعدة لآل خليفة وما تزال بريطانيا تتستر على الكثير من الانتهاكات في البحرين ولن تقوم بمعاقبة المسؤولين عن هذه الأفعال خوفًا من خسارة البحرين كحليف فقد استخدمت تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق كدليل على أن البحرين تجري “إصلاحات” .
وقال جونز في الختام: “حتى لو هناك أمل بأن تصبح البحرين دولة ديمقراطية، من المستحيل ان ترضى السعودية بذلك”
الإعلامي والناشط الحقوقي مارك جونز: من المهم جدًا الحديث في هذه الذكرى عن التطورات التي حدثت سياسيًا وحقوقيًا في #البحرين وتسليط الضوء على دور تدخل السلطات الغربية pic.twitter.com/BfT2WgjCmX
— ADHRB (@ADHRB) February 15, 2021
الكلمة الأخيرة كانت لمدير الدعوة في منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي الناشط الحقوقي رائد جرّار الذي سلط الضوء على كيفية استخدام البحرين للرياضة لتحسين صورتها وتغطية الجرائم التي تقوم بها أي أسلوب التبييض الرياضي عبر تنظيم السباقات والمباريات وشراء الأندية الرياضية الغربية. وأوضح أن المنظمة تقوم منظمة بالضغط على البحرين لإطلاق سراح السجناء السياسيين كحسن مشيمع وعبد الهادي الخواجة لافتاً أنّ هناك الكثير من السجناء الذين يتعرضون للتعذيب في السجون البحرينيين لا يحظون بالاهتمام.
ودعا جرّار الولايات المتحدة إلى التوقف عن دعم جرائم البحرين لأن البحرين لا تقوم بهذه الجرائم وحدها بل تساندها الولايات المتحدة إذ دفعت الكثير من النقود للبحرين خلال الانتفاضة إضافة الى المساعدة العسكرية وهذا ما أدى الى حصول كل تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان، لذلك “طلبنا من بايدن التوقف عن مساعدة آل خليفة”.
وتابع جرّار أنه بالإضافة الى المساعدات المالية التي تقدمها السعودية والإمارات للحكم، دخلت القوات السعودية العسكرية الى البحرين لسحق الانتفاضة، وتُعد البحرين دولة “زبون” للامارات والسعودية اضافة الى كونها معمل للاختبار حيث أُجبرت البحرين على التطبيع مع اسرائيل وهذا ما ضاعف عمليات انتهاك حقوق الانسان، عبر شراء البحرين نظام تجسس اسرائيلي بهدف تتبّع النشطاء والمحامين والحقوقيين.
ودعا جرّار ختاماً المملكة المتحدة إلى مساندة الديمقراطية في البحرين مطالباً بإطلاق سراح السجناء السياسيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الانسان من السجن.
الناشط الحقوقي رائد جرار: أصبحت #البحرين تعتمد سياسة التبييض الرياضي لتحسين سمعة البلاد من خلال استضافة مبارايات وفاعليات رياضية لتغض النظر عن أفعال القمع التي تحدث في البلاد pic.twitter.com/eq75IAphjg
— ADHRB (@ADHRB) February 15, 2021
تخلل الندوة عرض مقطع فيديو للناشطة ومعتقلة الرأي السابقة نجاح يوسف تروي فيه معاناتها والإنتهاكات الوحشية التي تعرضت لها خلال الإعتقال فقط بتهمة الإحتجاج على إقامة سباق الجائزة الكبرى في البحرين “الفورمولا 1”.