في 13 يوليو 2015، خلال شهر رمضان، قُبض على حسين جعفر صالح في سوق في المالكية، البحرين. كان حسين يبلغ من العمر 27 عاماً ويدرس الهندسة في معهد البحرين للتدريب ويمتلك متجراً لبيع الحقائب. في البداية، حُكم عليه غيابياً بالسجن لمدة خمس سنوات.الا أنه يؤكد عدم معرفته بتفاصيل القضية التي حُكم عليه بسببها. لاحقاً، حُكم على حسين بالسجن 33 عاماً في محاكمة غير عادلة بناءً على اعترافات تم الحصول عليها من متهمين آخرين، بتهم اشعال النار في ماكينة الصراف الآلي، وحرق الاطارات، وأعمال الشغب، وحيازة مواد شديدة الاشتعال.
وفي وقت القاء القبض عليه، كان حسين يرتب المتجر الخاص به في البازار. وعندما ذهب لإحضار بعض الأغراض من سيارته، لاحظ وجود عدد من السيارات الكبيرة التابعة لوزارة الداخلية في موقف السيارات. وفي وقت لاحق، قام ضباط من وزارة الداخلية متنكرين بالعباءة والنقاب البحرينيين باعتقال حسين من دون تقديم مذكرة اعتقال. وبعد اعتقاله، أٌحتجز حسين في السجن الانفرادي من قبل السلطات البحرينية ليوم كامل. كما تعرض في أثناء احتجازه للتعذيب والضرب على أيدي السلطات البحرينية.
في 14 يونيو 2015، اتصل حسين بعائلته من مركز شرطة البديع طالباً منهم احضار ملابس له. ولكن، عندما ذهبت العائلة الى مركز الشرطة لتسأل عن مكان وجوده ، ادعى ضباط الشرطة أنهم لا يعرفون مكانه. وبعد شهرين، في 13 أغسطس 2015، سُمح لأسرة حسين بزيارته. وكانت هذه المرة الأولى التي يلتقيان فيها منذ اعتقاله. كما أن حسين لم يفصح عن تفاصيل تعذيبه في أثناء الاستجواب خوفاً منه على مشاعر عائلته. الا أن آثار التعذيب كانت واضحة عليه، اذ كان يعاني من كدمات حول معصميه نتيجة تعليقه من السقف. حسين محتجز حالياً في المبنى 13 في سجن جو. وفي أثناء احتجازه في سجن جو، كان حسين يعاني من مسامير اللحم في قدمه منذ عام 2017. الأمر الذي صعّب عليه المشي، اذ إن مسامير اللحم تسبب له آلاماً حادة. وعلى الرغم من توصية الطبيب بضرورة اجراء جراحة له، إلا أن مسؤولو السجن استمروا بحرمان حسين من العلاج الطبي المناسب. وعلى مدار السنين، قدم حسين وعائلته شكاوى عديدة الى هيئات الرقابة ذات الصلة، من ضمنهم الأمانة العامة للتظلمات، بشأن الإهمال الطبي وتدهور حالته الصحية. ومع ذلك، ما يزال يُحرم من الرعاية الطبية المناسبة من قبل إدارة السجن.
ويوضح حسين معاناته على مدى السنوات الثلاث الماضية نتيجة اصابة قدمه. ناهيك عن أنه أعلن دخوله في اضراب منذ 10 يوليو 2020 عن طريق الامتناع عن اجراء مكالمات خارجية لعائلته وسيواصل القيام بذلك حتى يتلقى العلاج المناسب. وعلاوةً على ذلك، نُشرت في الآونة الأخيرة في 7 أغسطس 2020، رسالة صوتية أخرى على تطبيق انستغرام تعلن أن حسين سيبدأ اضراباً عن الطعام اعتباراً من 9 أغسطس 2020 بسبب حرمانه من العلاج الطبي.
ومن الضروري أن نلاحظ أنه في ظل جائحة فايروس كورونا-كوفيد19، فان حسين وزملاءه الذين يعانون من أوضاع صحية سيئة، معرضون بشكل أكبر للإصابة بالفايروس. ومع ذلك، فشلت ادارة السجن في تنفيذ الاحتياطات المناسبة لحماية السجناء والموظفين من الفايروس.
والجدير بالذكر ان معاملة السلطات البحرينية لحسين تنتهك القانونين البحريني والدولي، ومعاهدات حقوق الانسان، والدستور البحريني . كما أن التعذيب، وسوء المعاملة، واستخدام الاعترافات الكاذبة، والمحاكمات الجائرة، بالاضافة الى الافتقار الى الرعاية الصحية المناسبة، كلها أمثلة على أنواع الانتهاكات التي تعرض لها حسين. تنتهك السلطات البحرينية بشكل مباشر المادة 19.ج من الدستور البحريني والتي تنص على أنه: “لا يجوز اعتقال أو سجن أي شخص في غير الأماكن المحددة في أنظمة السجون البحرينية المشمولة بالرعاية الصحية والاجتماعية والخاضعة لرقابة السلطة القضائية.” بالاضافة الى أنهم انتهكوا اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهنية (CAT)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR).
تدعو منظمة (ADHRB) الحكومة البحرينية الى التقيّد بالتزاماتها الدولية في مجال حقوق الانسان في مجال تعزيز حقوق الانسان. كما تطالب منظمة (ADHRB) السلطات البحرينية، ولاسيما ادارة سجن جو، بتزويد حسين بالرعاية الصحية وضمان اعادة اجراء محاكمة عادلة ومراجعة الحكم الصادر بحقه.