وجه المعتقل فاضل عباس يحيى يوم أمس نداءً عاجلاً من داخل سجن جو مناشداً الجهات المختصة والمنظمات الحقوقية للتحرك فوراً لإطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي المتردي ومعاناته من مرض مزمن ونادر يضعف مناعة الجسم يسمى “الذئبة الحمراء”، وهذا ما يعرضه لخطر مُضاعف مع احتمال تفشي فيروس كورونا داخل السجن وفتكه بالسجناء الأضعف مناعةً.
كما كشف فاضل عن المشاكل الجسدية التي يتسبب بها مرضه وهي الفشل الكلوي، وتليّف الكبد، ضعف في عضلات القلب، بالإضافة إلى مشاكل ظاهرية كتشوهات في الجلد وخصوصاً في الوجه وأطرف أصابع اليدين والقدمين، وتساقط الشعر واعوجاج في العظام وضعف العضلات.
وجاء في نداء فاضل: “أنا المعتقل فاضل عباس يحيى، قابع في سجن جو المركزي والمحكوم 16عاماً في قضيتين، وقد أتممت أكثر من ثماني سنوات متواصلة منذ أن تم اعتقالي بتاريخ 29 – 3 – 2012، وأنا أعاني من مرض خطير ونادر يسمى “الذئبة الحمراء” وهو مرض مناعي يسبب مشاكل عديدة داخلية خارجية منها الفشل الكلوي وتليّف الكبد وضعف في عضلات القلب كما يسبب مشاكل ظاهرية ونفسية كتشوهات في الجلد وخصوصاً في الوجه وأطرف أصابع اليدين والقدمين، بالإضافة الى تساقط الشعر واعوجاج في العظام وضعف العضلات، وقد تم إخضاعي مؤخراً لعلاج كيميائي لمدة 6 أشهر بسبب وجود مشاكل في الكلى ووجود سوائل حول القلب والرئتين. لذلك أطالب الجهات المختصة والمنظمات الحقوقية سرعة التحرك للإفراج عني نظراً لظروفي الصحية ونظراً للظروف الراهنة وانتشار وباء كورونا قبل أن يصل الوباء إلى داخل السجن ويفتك بي المرض حيث أني من الصف الأول المعرّض للعدوى بسبب نقص المناعة لديّ”.
وكانت منظمة ADHRB قد وثقت قضية المعتقل فاضل عباس يحيى عيسى الذي ألقي القبض عليه في 29 مارس 2012 وتعرض للتعذيب والتهديد ولمحاكمة غير عادلة تنتهك حقوقه الإنسانية. وبسبب تعرضه للمعاملة السيئة وتعذيبه في السجن، تدهورت حالة فاضل الصحية خاصةً في فترة الاحداث التي حصلت في مارس 2015، حيث كان المعتقلون يتركون لعدة أيام خارج زنزانتهم مستلقين على الاسمنت تحت أشعة الشمس الحارقة. عندما عُرضَ فاضل على الطبيب، تم إبلاغه ان حالته لا تتطلب خروجه من السجن الى المستشفى. ومع ذلك، بدأ فاضل بالشعور بالدوار وأغميَ عليه. ونُقل الى مستشفى الملك حمد الجامعي، وعندما قررت عائلته زيارته، بالكاد تعرفوا عليه بسبب مرضه.
بعد ستة أشهر من اعتقاله، تم تشخيص إصابة فاضل بمرض الذئبة الحمراء، وهو مرض يصيب الجهاز المناعي للجسم ويتسبب بمهاجمة الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ في أجزاء مختلفة من الجسم. لم يكن لدى مستشفى الملك حمد الجامعي أي متخصصين في أمراض الدم الوراثية، فتأخر علاج فاضل. بعد إجراءات مطولة وعدة محاولات، قام متخصص من مجمع السلمانية الطبي بزيارة فاضل وطلب نقله فوراً الى مجمع السلمانية.
وخلال سجنه لمدة سبع سنوات، لم يعطَ فاضل ادويته في الوقت المحدد وتم الغاء المواعيد مع الأطباء بشكل متكرر. لم يسمح الطبيب الشرعي في السجن بنقل فاضل الى المستشفى، بالرغم من حالته التي تحتاج الى متابعة مستمرة بسبب ضعف جهاز مناعته. بالإضافة الى بيئة السجن غير الصحية والتي تهدد صحته.
يُعتبر اعتقال وسجن فاضل انتهاكاً لالتزامات القانون الدولي البحريني، بما فيه العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية (CAT) وكذلك، العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR)، وقد انضمت البحرين لكل منها. إن اعتقال فاضل التعسفي واختفائه وتعرضه للتعذيب وللمحاكمة غير العادلة تنتهك المواد 7 و9 و10 و14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب.
فاضل لم يحضر امام سلطات قضائية واستُخدمت الاعترافات التي اعترف بها تحت التعذيب ضده، وهي أيضاً تشكل انتهاكاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب. اضافةً الى افتقاره الى المعاملة الصحية التي تنتهك المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تتضمن أن الجميع لديه الحق في التمتع بأعلى مستوى على صعيد الصحة الجسدية والعقلية.
تدعو منظمة أميركيون من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين ADHRB الحكومة لتقديم الرعاية الطبية المناسبة لفاضل والافراج عنه بسبب حالته المرضية المزمنة في ظل احتمال تفشي فايروس كورونا داخل السجن مما سيعرض السجناء الأقل مناعةً للإصابة به وأخيراً، تدعو ADHRB السلطات الى توفير الرعاية الطبية وظروف الاحتجاز المناسبة وسبل الوقاية لجميع السجناء في البحرين، وإطلاق سراح السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة وأوضاع صحية حرجة.