في ضوء انتشار فايروس كورونا المستجد COVID – 19 وإعلانه وباءً عالمياً من قبل منظمة الصحة العالمية، عمدت غالبية الدول الى إجلاء رعاياها العالقين في الدول الموبوءة حرصاً على سلامتهم، لاسيما الذين أصيبوا بهذا الفايروس أو الذين يعانون من مشاكل صحية حرجة، وذلك لمتابعة حالتهم الصحية عن كثب في ربوع وطنهم، وتنفيذاً لخطة الطوارئ الوقائية التي أقرتها تلك الدول لاحتواء تفشي الفايروس. إلّا أنّ سلطات البحرين تخلّفت عن ذلك ولم تعمد حتى الآن الى إجلاء جميع رعاياها العالقين في إيران في مدينة مشهد، والذين سافروا الى هناك في منتصف شهر فبراير أي قبل تفشي الوباء على أن تكون عودتهم في نهاية فبراير. يتراوح عددهم حالياً بين 1200 و 1500 شخص، ومنذ بدء المطالبات التي انطلقت لإرجاعهم إلى موطنهم توفيّ 5 أشخاص منهم حتى هذه اللحظة نتيجة لظروفهم الصحية الحرجة والضغوط النفسية التي تعرضوا لها .
هذا وكانت وزارة الصحة البحرينية قد أعادت الدفعة الأولى، التي بلغ عدد العائدين 165 مواطناً ومواطنة، تم عزل 77 شخصاً منهم لتلقي العلاج ووضع 88 آخرين ضمن الحجر الصحي بعد اجراء الفحوصات اللازمة على حد قول وزارة الصحة، في حين عمدت السلطات الى تأجيل رحلة إجلاء الدفعة الثانية التي كانت مقررة يوم الخميس في 12 مارس بحجة توسعة أماكن العزل الصحي بحسب تصريح وزارة الصحة البحرينية.
تدين منظمة ADHRB تجاهل السلطات البحرينية لمواطنيها العالقين في إيران وتثير القلق بشأن احتمال تزايد حالات الوفاة ما لم يتم اجلاء الرعايا وإعادتهم الى وطنهم قبل تدهور حالتهم الصحية وتشردهم عن أوطانهم، وهذا ما يعدّ انتهاكاً جديداً لأبسط الحقوق ترتكبه البحرين بحق مواطنيها الى جانب الانتهاكات العديدة التي عانوها منذ عام 2011 وحتى هذا اليوم، ويعتبر دليلاً واضحاً على عجز السلطات وفشلها في تخطي تلك الأزمة نتيجة سياساتها القمعية القائمة على التمييز المذهبي في مختلف المجالات .
تطالب منظمة ADHRB الحكومة البحرينية بالمسارعة الى إعادة الرعايا البحرينيين العالقين في إيران الى وطنهم ومنحهم الرعاية الصحية اللازمة قبل فوات الأوان وتزايد عدد الوفيات .