في 11-9-2019، أرسلت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان، رسالة إلى رئيس جامعة بوسطن، الدكتور روبرت براون تعبر فيها عن قلقها إزاء إداعاءات انتهاكات حقوق الانسان الجسيمة في البحرين تحت إشراف الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة، وهو سفير بحريني لدى الأمم المتحدة، الذي بقي على تواصل دائم مع جامعة بوسطن. تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان، الدكتور روبرت براون بصفته رئيس جامعة بوسطن إلى رفض جميع الزيارات المستقبلة من قبل الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة وكافة المسؤولين البحرينيين المتسببين بانتهاكات حقوق الانسان، أو الذين كانوا قد شهدوا أياً منها.
للإطلاع على الرسالة الأصلية إضغط هنا
نكتب إليكم من منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الانسان، منظمة غير حكومية مركزها واشنطن، من أجل الإعراب عن قلقنا إزاء الادعاءات لما يُمارس من انتهاكات لحقوق الانسان في البحرين تحت إشراف الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة، سفير بحريني إلى الأمم المتحدة. قام السفير آل خليفة بزيارة جامعة بوسطن في أكتوبر 2018، من أجل مناقشة العلاقة القائمة بين الأمم المتحدة والبحرين ومنح جائزة من جانب حكومة البحرين إلى الأستاذة الجامعية في بوسطن، نورا لوري.
فنحن متخوفون من العلاقة بالجامعة المرموقة هذه، التي من المحتمل أن يكون هدفها بذل جهود لتبييض سجلات البحرين المتردية فيما يتعلق بحقوق الانسان. وبالتالي، إننا نناشد جامعة بوسطن برفض كافة الزيارات المستقبلية من الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة. تمت إدانة السفير آل خليفة، وهو فرد من عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين وابن وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، بسبب إشرافه على انتهاكات حقوق الانسان في البحرين. شغل السفير الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة مناصب عدة قبل أن يصبح سفيراً، بما فيها منصب حاكم محافظة الجنوبية في البحرين منذ عام 2010 حتى عام 2017، ومنصب رئاسة الاتحاد اللآسيوي لكمال الأجسام واللياقة البدنية منذ عام 2008.
استغل السفير آل خليفة هذه المناصب من أجل كسب مكانة بارزة في المجتمع، في حين كان يسمح لأتباعه باستهداف المدافعين عن حقوق الانسان واعتقالهم تعسفياً إضافة إلى تعذيب وإهانة المعتقلين والسجناء.
أشرف السفير آل خليفة على بعض مراكز الاعتقال في البحرين بما فيها المخفر الشرقي والغربي لشرطة الرفاع الذي جرى فيه اعتقال عدد من النشطاء والصحافيين والمدافعين عن حقوق الانسان بشكل تعسفي وأخضعوا للتعذيب وسوء المعاملة الى جانب الحرمان من الرعاية الصحية، أثناء توليه منصب حاكم المحافظة الجنوبية، من ضمنهم نبيل رجب، محمد رمضان، نزيهة سعيد، ومحمود عبد الصاحب.
الجدير ذكره، أنه منذ عام 2017، تتمتع المحافظة الجنوبية بسلطة كبيرة على سجن جو، وهو مركز الإحتجاز ذو السمعة السيئة لما يعانيه من اكتظاظ في أعداد السجناء. التي نددت بها هيومن رايتس ووتش باعتبارها معاملة لا إنسانية ومهينة تنتهك القانون الدولي.
تولى السفير هذا المنصب في آذار 2015، في الوقت الذي ورد فيه أخبار بشأن استخدام رجال الأمن وحراس السجن للغاز المسيل للدموع، ووابل من الرصاص إضافة الى ضرب المعتقلين، رداً على أعمال الشغب في السجن.
أبلغ السجناء في الأسابيع التالية، عن خضوعهم لمجموعة العقوبات إلى جانب ممارسات التعذيب على أيدي حراس السجن، بما في ذلك إجبار السجناء على النوم في حديقة السجن لأسابيع عديدة، وتعريضهم لمياه شديدة البرودة وإجبارهم على الوقوف لساعات طويلة إلى جانب التحقير المذهبي اضافة إلى الحرمان من الطعام والنوم.
لا تقتصر الانتهاكات على ممارستها في مراكز الاعتقال والسجون، إنما تبين قيام السلطات في المحافظة الجنوبية بانتهاك حقوق الانسان أيضاً داخل مراكز أخرى أثناء فترة حكم السفير آل خليفة، تتضمن هذه المراكز: مستشفى قوة دفاع البحرين (BDF).
فقد وردنا أنه أثناء تظاهرات عام الـ 2011، كانت تقوم هذه المستشفى بإعتداءات شتى، وتوجه العديد من التهديدات إضافة الى اعتمادها أساليب التخويف ضد الأفراد الذين تعرضوا للإصابات اثناء احتجاجهم ويحتاجون الى الرعاية الطبية.
أفاد السجناء أنهم قد نقلوا إلى مستشفى قوة الدفاع BDF، حيث تم ضربهم وتقييد أيديهم وتعصيب أعينهم بدل تلقي العلاج المناسب، أي حرموا من الرعاية الصحية. كما أفادوا أنهم قد تعرضوا لأشكال شتى من التعذيب قبل إعادتهم إلى المراكز أو السجنون. صرّح العديد من الأفراد عن تلقيهم للتهديدات بالاعتداء الجسدي عليهم وعلى ذويهم. أما معتقل آخر، فقد كشف عن تلقيه تهديداً بالقتل. يقام سباق الجائزة الكبرى فورمولا واحد، في الصخير في البحرين، المحافظة الجنوبية. فرضت السلطات في البحرين بشكل تعسفي، قيوداً على الحق في حرية التجمع كما استهدفت التظاهرات السلمية. ففي أبريل 2013، على سبيل المثال، قامت قوات الأمن باعتقال الناشطة ريحانة الموسوي والناشطة نفيسة العصفور، بتهمة محاولة وضع متفجرات في حلبة سباق الفورمولا واحد وذلك بعد تخطيتهم لتنظيم احتجاج سلمي في الميدان. صرحت كل منهما عن التعرض للتهديد وسوء المعاملة. وأبلغت الموسوي عن قيام السلطات بضربها وتجريدها من ثيابها. حكم على منهما بالسجن، ورغم صدور إعفاء بحق السيدة نفيسة في 2015 وآخر بحق السيدة الموسوي في 2016، لم تقم الحكومة بالتحقيق اللازم في تقارير الاعتداءات. لطالما أدان النشطاء، الحكومة لاستغلال أحداث الفورمولا واحد كوسيلة رئيسية من أجل تبييض سجلات البحرين، على الصعيد الدولي، المتعلقة بحقوق الانسان.
تولى السفير آل خليفة، في 2011، منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي للياقة البدنية وكمال الأجسام إضافة الى توليه منصب نائب رئيس الإتحاد الدولي للياقة البدنية وكمال الأجسام في الوقت الذي كانت سلطات البحرين تقوم بحملة من الأعمال الانتقامية ضد الرياضيين في البحرين جرّاء مشاركتهم في تظاهرات مؤيدة للديمقراطية.
في عام 2011، اعتقلت السلطات في البحرين طارق الفاراسي وقامت بتعذيبه، بطل اللياقة البدنية في آسيا والبحرين ورغم الوظيفة التي يشغلها السفير آل خليفة، لم يقم بالتدخل بهذه القضية أبداً. اعتقل طارق لشهرين وحكم عليه بعدها بالسجن لمدة سنة من قيل المحكمة المختصة بالأمن الداخلي والتي اعتمدت الحكم العسكري من أجل محاكمة المدنيين المشاركين في التظاهرات.
استغل السفير آل خليفة مناصبه المتعددة في السلطة والسيادة، إضافة إلى كونه فرداً من العائلة الحاكمة في البحرين من أجل حماية الأفراد التابعين له ومن أجل توفير ظاهرة الإفلات من العقاب جرّاء تعذيب وإهانة كل من السجناء السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان. وعليه، لا ينبغي على جامعة بوسطن استقبال إنسان كهذا أو الترحيب به.
نطلب منكم، بصفتكم رئيس جامعة بوسطن رفض أي زيارة من الشيخ عبد الله بن راشد بن عبد الله آل خليفة وكافة السلطات في البحرين المشاركين أو المشرفين على انتهاكات حقوق الإنسان.
مع خالص التمنيات،
حسين عبد الله،
المدير التنفيذي،
أمريكيون من أجل اليمقراطية وحقوق الانسن في البحرين(ADHRB).