مع استمرار الإضراب المفتوح عن الطعام لسجناء البحرين في سجن جو وتزايد عدد المعتقلين المشاركين بهذا الإضراب، أوضح المعتقل المدافع عن حقوق الإنسان ناجي فتيل أسباب استمرار الإضراب مسلطاً الضوء على المطالب المحقة للسجناء في ظل تزايد انتهاكات حقوقهم الأساسية داخل السجن.
وخلال رسالة صوتية بثتها قناة الجزيرة الفضائية يوم أمس، ناشد المعتقل ناجي فتيل المؤسسات الحقوقية الدولية بالقيام بدروها للضغط على سلطات البحرين لحماية السجناء من سلسلة الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجن الانفرادي منها الإهمال الطبي والحرمان من الزيارة والعزل عن العالم الخارجي.
وحول السبب الرئيسي للإضراب أكد ناجي فتيل أنه يتمثّل بـ ” عزل الكثير من السجناء بحجة دواعي أمنية وإدارية”، إذ إنهم ينقلون المعتقلين الى السجن الإنفرادي لأتفه الأسباب، حيث يواجهون انعدام الرعاية الصحية والإهمال المتعمد والعزل عن العالم الخارجي والعقاب الجماعي. والحرمان من الزيارة أو التشمس في فناء السجن الخارجي.
لذلك، فإن حقوق السجناء السياسيين منتهكة وعرضة لمزاجية السلطة وإدارة السجن، ونشهد تزايداً في الانتهاكات والاعتداءات كالتعذيب الجسدي والنفسي واللفظي في تزايد منذ قرابة عامين.
كما يبيّن ناجي فتيل أنّ هذا الإضراب ليس الأول فحسب، بل سبقه إضراباً استمر لسبعين يوماً احتجاجاً على ذات المطالب، لكن إدارة السجن لم تستجب ولم تهتم بصحة وسلامة السجناء، وكانت تزيد من الإجراءات التعسفية ضدهم إلى درجة منع الماء عن المضربين كما في كإضراب سبتمبر 2017. وهذا ما يتعمد إعلام السلطة طمسه ويدعي توفير حقوق السجناء من خلال مؤسسات حكومية، بهدف التلميع والتسويق للسلطة.
فيما انتقد فتيل المؤسسات الحقوقية التابعة للنظام البحريني، قائلاً إنها لا تتكلم إلا بما ترتضيه السلطة الحاكمة. فالنظام أغلق منظمات المجتمع المدني الشعبية وزج بالحقوقيين في السجن وحاكمهم محاكمة كيدية تفتقر لأبسط أسس العدالة.
ووجه ناجي فتيل دعوة للمؤسسات الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الإنسان للقيام بدروها في حماية السجناء مما يتعرضون له.
ونلفت إلى = أن أكثر من 600 معتقل جلهم من سجناء الرأي، دخلوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجا على المعاملة اللاإنسانية في السجن، ومن بينهم المعتقل ناجي فتيل.
الجدير ذكره، أنّ ناجي فتيل هو عضو مجلس إدارة جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان، واعتقلَ منذ مايو 2013. بعدها بعام، أيدت محكمة الاستئناف في البحرين حكماً بالسجن لمدة 15 عاما ضده، من خلال أحكام كيدية صدرت بعد محاكمة غير عادلة تعرض خلالها للتعذيب النفسي والجسدي لانتزاع اعترافات منه.
وفي 17 يناير 2019 وجه الناشط الحقوقي ناجي فتيل نداءً عاجلاً من داخل السجن إلى المعنيين بالشأن الحقوقي ينقل لهم المعاناة التي يتعرض لها في سجن جو وعدم حصوله على الرعاية الصحية الكاملة، معلناً آنذاك أنه بلغ 62 يوماً من الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ذلك، وان لم يتم التجاوب مع مطالبه سيتوقف عن تناول السوائل، وسبق تلك الرسالة نداءٌ آخر وجهه في 12 نوفمبر 2018 يحمل ذات المطالب . ودعت بدورها منظمة ADHRB السلطات في البحرين الى الإستجابة لمطالب المدافع عن حقوق الإنسان ناجي فتيل وتقديم الرعاية الصحية الكاملة له، وحثت المجتمع الدولي على الضغط على حكومة البحرين لإطلاق سراحه فوراً وسراح باقي المعتقلين دون قيد أو شرط.