ترتفع أصوات المعتقلين بسجن جو احتجاجاً على معاناتهم المريرة على مختلف الصعد وتعرضهم لأسوأ أنواع الإنتهاكات والحرمان من ممارسة أبسط الحقوق، لكن ما لم يكن بالحسبان هو انتشار أمراض معدية ربما تودي بحياة عدد من المعتقلين الى جانب استمرار حرمانهم من الرعاية الصحية اللازمة كلٌ بحسب حالته.
آخر ما ندّد به المعتقلون من سجن جو تحديداً داخل مبنى ١٤ بحسب ما وردنا هو معاناتهم من الحر الشديد نتيجة تعطيل تشغيل التكييف في الغرف لمدة ما يقارب يومين لم يستطع فيها السجناء النوم.
وفي الآونة الأخيرة أُبلِغت منظمة ADHRB عن انتشار مرض الانفلونزا بين السجناء لا سيما في مبنى 13 و 14 بسبب اكتظاظ الزنازين في السجن بأعداد كبيرة تصل إلى 18 سجيناً وهي نسبة تفوق العدد الطبيعي (ثمانية أشخاص) الذي تستوعبه الزنزانة الواحدة، أضف إلى هذا السبب عدم استيفاء مياه الشرب للشروط الصحية وشح المياه داخل دورات المياه، ونتيجة لذلك أيضاً انتشرت أمراض حساسية الجلد والجرب. كما ورد أنّ بعض الحالات التي أصيبت في العدوى لم تتلقّ العلاج المناسب رغم مناشدة العوائل ولجوئهم الى مؤسسات حقوق الانسان في البحرين، وعانى بعضهم من عوارض الحمى والزكام والآلام شديدة في الرأس.
فيما أنذر المعتقلون بانتقال مرض الانفلونزا الى غرفة 2 من مبنى 13 و 3 من مبنى 14، ونقلوا أنّ عوارض تلك الانفلونزا شديدة جداً من بينها ارتفاع خطير في درجة الحرارة مع استحالة العلاج الا بالمغذي فقط، والأخطر من ذلك أنّ المرض بدأ بالانتشار في باقي غرف المبنى.
بدورها تطالب منظمة ADHRB بالتحرك لتأمين العلاج المناسب للمصابين وعدم حرمانهم من أبسط حقوقهم بالرعاية الصحية.
يُذكر أنّ المنظمة تلقّت شكاوى من بعض المعتقلين داخل سجن جو كان آخرهم علي الغانمي الذي طالب ادارة السجن بتأمين مياه الخدمة والشرب داخل الزنزانة، نظراً لمعاناتهم من انقطاع المياه بشكل دائم، كذلك اشتكى من الاكتظاظ داخل الزنزانة التي تتسع لسبعة أشخاص بينما يوضع فيها أكثر من 17 سجيناً، فيما كشف عن تعرضه للضرب ولأساليب مروّعة من التعذيب مع عدد من المعتقلين من بينهم حسين السهلاوي، حيث وضعوا في العزل لأكثر من أسبوع، كما كشف الغانمي أن آثار الضرب واضحة على مختلف أنحاء جسده بعد اعتداء حراس سجن جو عليه وهو كان ضحية إصابة برصاص الشوزن. بالإضافة الى آخرين تسببوا لهم بالأذى الجسدي وضيقوا الخناق عليهم أثناء وجودهم في العزل إذ يتم حرمان المعتقلين من الاتصال والزيارة والخروج للفنس (الساحة) والشراء من الكانتين (المقصف).
وبالعودة إلى معتقل الرأي حسين السهلاوي فقد طالب بالحصول العلاج ليده وعينيه المنتفختين بعد أن قام الضباط بضربه وشد لحيته وشعره قبل وضعه في غرفة العزل.
هنا تكرر ADHRB دعوتها للسلطات الى إنهاء المعاملة اللاإنسانية وسياسة الإفلات من العقاب بحق منتهكي حقوق المعتقلين.
كما وردت للمنظمة شكاوى حول ضحية التعذيب محمد ميرزا موسى وهو لاعب رياضي، كان يعاني آلاماً شديدة في ظهره ومشاكل صحية أخرى وادارة سجن جو تهمل مطالبته بنقله للعيادة يوماً بعد يوم. ويُذكر أنه قدم أكثر من 16 شكوى منذ اعتقاله، للمؤسسة الوطنية لحقوق الانسان للحصول على العلاج. تطالب ADHRB بضمان حصول ضحية التعذيب محمد ميرزا موسى على حقه في الرعاية الصحية الكافية وضرورة نقله الى مركز صحي ملائم لتشخيص حالته وصرف العلاج المناسب له، لاسيما أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية قبل اعتقاله وتعذيبه.
إنّ ما يحصل في سجن جو يمثل انتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، ويظهر مدى تجاهل البحرين لكل التوصيات الدولية فيما يخص المعتقلين، لذلك تدعو منظمة ADHRB المجتمع الدولي للضغط على سلطات البحرين لإنهاء المعاملة اللاإنسانية وسياسة الإفلات من العقاب بحق منتهكي حقوق المعتقلين.