نشرت صحيفة الغاردين البريطانية مقالاً للناشط السياسي البحريني علي مشيمع يعلن فيه مواصلة احتجاجه تزامناً مع زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الى بريطانيا للمشاركة بمهرجان ويندسور للفروسية بدعوة من ملكة بريطانيا هذا الأسبوع.
فبينما ترحب الملكة بالملك حمد في هذا الحدث، تتغاضى المملكة المتحدة عن القتل البطيء للسجناء السياسيين في البحرين.
يلفت علي مشيمع في مقاله إلى أنّ العائلة المالكة البريطانية ستقوم ىهذا الأسبوع باستعراض السجادة الحمراء أمام مئات الضيوف من جميع أنحاء العالم في معرض Royal Windsor Horse السنوي الذي بدأ يوم الأربعاء ويستمر حتى يوم الأحد، ومن بين أكثر الضيوف المتحمسين للمعرض، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يُدعى كل عام مع أبنائه للاستمتاع بمهرجانات الفروسية الفخمة.
تجمع الملك حمد مع وملكة بريطانيا علاقات ودية، حسب ما يؤكد مشيمع. ففي عام 2013، أهداها خيوله العربية الثمينة من إسطبلاته الملكية. وفي عام 2017، ردّت له الملكة الهدية وقدمت له حصاناً من اسطبلاتها الخاصة. ويشار إلى أنّ الملك حمد لديه حدث في المعرض يوم السبت يحمل اسمه وهو – كأس الملك –
وتنديداً بحال والده حسن مشيمع يقول علي: “بينما يجتمع الملك مع شخصيات بارزة، يظل والدي المسن في زنزانة في البحرين، محروماً من الحصول على العلاج الطبي الضروري لمعاناته من أمراض خطيرة. إنه ليس وحيداً، هناك الآلاف من السجناء السياسيين الذين يملؤون الزنازين في سجون البحرين، والعديد منهم خُرمَ عمداً من الرعاية الطبية”
وبعبارة أخرى: “في البحرين، يحكم حمد بقبضة حديدية. منذ عام 2011، عندما خرج عدد كبير من الناس إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط ديكتاتورية آل خليفة التي استمرت قرون، أشرف على حملة عنيفة. كل جهات المعارضة السياسية حُظرت، أمة يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون مواطن لديها الآن أعلى معدل لقاطني السجون في العالم العربي. هذا الأسبوع، أيدت البحرين أحكام الإعدام بحق اثنين من ضحايا التعذيب، سيتم إعدامهما وفقًا لتوجيهات الملك”.
“والدي، حسن مشيمع، ضحية هذا القمع كزعيم لحزب معارض رئيسي، وسيبقى ناشطاً مدى الحياة من أجل الديمقراطية وشخصية محترمة في البحرين. أدى دوره القيادي في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011 إلى حين اعتقاله وتعذيبه وسجنه مؤبداً”.
“أبي رجل مسن يبلغ من العمر 71 عاماً، يعاني من سلسلة من المشاكل الصحية المعقدة. إنه يحتاج إلى فحوصات منتظمة لمراقبة عودة ظهور مرض السرطان لديه، كما أنه يعاني من مرض السكري والبروستاتا، بالإضافة إلى مشاكل في أذنيه ناجمة عن التعذيب الذي تعرض له. كان التعذيب شديدًا لدرجة أنه احتاج لإجراء أربع عمليات مختلفة، ولا يزال يعاني من جراحه حتى يومنا هذا”.
يأسف علي مشيمع لرفض نظام البحرين تزويد والده بمستوًى مناسب من الرعاية مراراً وتكراراً. إذ أخفقوا بشكل روتيني في تحديد مواعيد مع أخصائيين، وحرموه من الزيارات العائلية وحتى من الحق في مطالعة الكتب والنصوص الدينية. ويؤكد أنّ جماعات حقوق الإنسان أدانت، بما فيها منظمة العفو الدولية، معاملته القاسية والمهينة ودعت إلى إطلاق سراحه.
وكدليل على تجاهل الحكومة البريطانية لمطالباته يقول علي : “في العام الماضي، بعد أن اتصل المئات من الناخبين بممثليهم دعما لوالدي، كتب 15 نائباً إلى وزارة الخارجية يطلبون منهم الضغط على البحرين لإنهاء سوء معاملته. على الرغم من خطورة الموقف، رفضت وزارة الخارجية مقابلتي، بالاعتماد على تأكيدات كاذبة من السفارة البحرينية في لندن لتبرير تجاهلها لي”.
“واحتجاجاً على حالة والدي بدأت إضراباً عن الطعام في البداية خارج السفارة البحرينية. وكتبت حتى لملكة بريطانيا، ناشدتها للتدخل والتطرق لقضية والدي. بعد 46 يوماً، فقدت خلالها 16 كجم من وزني، نصحني الأطباء بالتخلي عن الإضراب عن الطعام”.
“الآن يحرم النظام والدي مرة أخرى من الوصول إلى الأخصائيين الطبيين. ترفض السلطات في سجن جو إحضاره الى الأخصائيين في المستشفى ما لم يُخضع للتفتيش التعريفي والتقييد بالأصفاد والسلاسل. والدي مريض وكبير في السن، وتلك التدابير التعسفية تشكل إهانة كبيرة له، وهو يرفض الخضوع لمثل هذه المعاملة المهينة”.
وفي النهاية يوضح علي مشيمع أنّ فشل المملكة المتحدة المتكرر في إدانة الانتهاكات في البحرين ساهم في تفشي انتهاكات المسؤولين البحرينيين في السجون بنسبة اكبر.
“سأفعل أي شيء لإنقاذ حياة والدي، أريد أن أوضح للجميع أن الحكومة البريطانية تغض الطرف عن اغتياله البطيء. هذا الأسبوع، الذي يصادف الأسبوع الأول من رمضان، الملك حمد زار المملكة المتحدة لحضور معرض ويندسور الملكي. يجب أن ينتهي الآن التواطؤ البريطاني في انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.