مع اقتراب موعد سباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد في البحرين، احتوت منصّات وسائل الإعلام العالمية لا سيما البريطانية مواقف الجهات والمنظمات المنددة بالسباق والداعية الى إلغائه بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي حصلت في السنوات السابقة تزامناً مع الإحتجاج على إقامة هذا الحدث على أرض البحرين، بما في ذلك من تبييض وتلميع للسلطات الحاكمة.
وسائل الإعلام البريطانية وأبرزها صحيفة الغاردين اهتمت بنشر مقالين يوم أمس حول انتهاكات حقوق الإنسان المتعلقة بسباق الفورمولا واحد في البحرين.
فتحت عنوان “كل لحظة أقضيها في السجن في البحرين تلطخ سمعة الفورمولا واحد” سلطت الصحيفة الضوء على رسالة المعتقلة نجاح يوسف التي وجههتها تزامناً مع اقتراب موعد السباق لتصف ذلك الحدث بأنه ليس سوى ذكرى سنوية لمعاناة المعتقلين بتهمة الإحتجاج على هذا الحدث. وطالبت نجاح يوسف جميع عشاق الفورمولا واحد أن يتذكروا قصتها ومعاناة الآلاف من المواطنين البحرينيين وألا يسمحوا لهذا السباق باخفاء وتبييض انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.
وفي السياق ذاته، نقلت الغاردين مطالبة منظمات حقوق الإنسان بطل الفورمولا 1 لويس هاملتون بمساعدة الناشطة البحرينية المعتقلة نجاح يوسف وكذلك الدعوة الى إلغاء السباق يوم الأحد إذا لم يُسمح للفورمولا 1 بالتحقيق في إساءة معاملة نجاح يوسف وسجنها. كما استشهدت بقول اللورد سكريفن المتضامن مع قضية نجاح يوسف: “إذا لم تتحرك F1 فعلينا التحدث إلى أشخاص مثل لويس هاملتون، علينا أن ننظر إليه ونقول :لويس، هل من المناسب كسب ملايين الجنيهات والوقوف على منصة يمكن أن تكون على ظهر نجاح؟ على بعد أقل من 24 كم، يوجد شخص ما في السجن يتعرض للإيذاء. أنت، لويس، تتحمل مسؤولية أخلاقية إذا لم تتحملها قيادتك ولا يمكنك الفوز بالألقاب العالمية على خلفية انتهاكات حقوق الإنسان والوقوف في البلدان التي تسيء إلى الناس دون إدراك أن لديك مسؤولية أخلاقية.”
فيما أبرزت الصحيفة الخطاب الذي وقعت عليه كل من منظمة هيومن رايتس ووتش ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية BIRD من بين 15 منظمة وأرسل إلى رئيس الاتحاد الدولي للسيارات، جان تود، طالبوا فيه بالإفراج الفوري عن نجاح يوسف.
وكصحيفة الغاردين اتجهت صحيفة الآيريش تايمز الإيرلندية الى الكشف عن رسالة المعتقلة نجاح يوسف تحت عنوان “سباق الفورمولا واحد في البحرين هو ذكرى سنوية من الطغيان والقمع” مبرزةً قضاء نجاح يوسف عقوبة مدتها ثلاث سنوات في السجن تحت الإساءة والتعذيب بتهمة تشويه سمعة الدولة وإيذاء مصالحها وتشويه صورة المملكة في الخارج.
وكالة رويترز وصحيفة الديلي ميل والميديل إيست أي والمورنينغ ستار اهتمت بموقف منظمات حقوق الإنسان التي طالبت ادارة الفورمولا واحد والإتحاد الدولي للسيارات باتخاذ موقف تجاه سلطات البحرين والسعي الى الإفراج الفوري عن ناشطة ومدون مسجون قبل سباق البحرين الكبير في نهاية هذا الأسبوع.
وأما موقع قناة الفوكس سبورت أستراليا، ذكّر بتدقيق أستراليا بسجل البحرين في مجال حقوق الإنسان هذا العام بعد احتجاز لاعب كرة القدم اللاجئ حكيم العريبي في تايلاند تحت تهديد تسليمه إلى وطنه. العريبي الذي فر من البحرين بسبب القمع السياسي ومخاوف من تعرضه للتعذيب إذا عاد، حيث سيواجه عقوبة السجن لمدة 10 سنوات. فيما استرجع الموقع مواقفاً من رسالة المعتقلة نجاح يوسف المنددة بسباق الفورمولا واحد في البحرين تزامناً مع اقتراب موعده، واستدل الى مواقف مجموعة من المنظمات الحقوقية الداعية الى حث ابطال الجائزة الكبرى أمثال لويس هاملتون الى الإلتزام بمسؤولياتهم الأخلاقية ودعم قضايا المعتقلين الناشطين والصحافيين الذين اعتقلوا ضحية سباق الجائزة الكبرى والحث على إطلاق سراحهم فوراً.