دعا عضو حزب الديمقراطيين الليبراليين في مجلس اللوردات اللورد سكريفن إلى إقالة حارسة في سجن مدينة عيسى يُطلق عليها “وحش البحرين” بعد أن ضربت أُمّاً مكبلة اليدين” وذلك عقب خمسة أيام من تصريح صهرها أمام البرلمان البريطاني مسلطاً الضوء على الوحشية في سجون البحرين.
دعوة اللورد سكريفن كشفت عنها صحيفة الديلي ميل البريطانية، اذ قال اللورد سكريفن: “إن العقيد مريم البردولي هي المسؤولة عن المعاملة المهينة والقاسية والمهينة للسجناء في سجن مدينة عيسى”
وفي تفاصيل دعوة سكريفن، تم إنفاق ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب البريطانيين على مشاريع لمساعدة موظفي السجون البحرينيين من أجل منع سوء المعاملة. لكن الواقع يظهر أن الدولة الخليجية الصغيرة تستغل دعم المملكة المتحدة لها لتتخفى بعباءة احترام حقوق الإنسان، لكن واقعاً هي عباءة احترام للقتل والتعذيب، بحسب تعبيره، وقال أنّ البردولي استهدفت السجينة السياسية، هاجر منصور حسن، التي سُجنت في عام 2017، وعرضتها للضرب وهي أم بالغة من العمر 50 عاماً، وذلك بعد خمسة أيام من إدلاء صهرها المدافع عن حقوق الإنسان سيد أحمد الوادعي، في مجلس العموم البريطاني، بالهجمات التي تعرضت لها وسجناء آخرين في السجن.
وبعد ذلك، انتقدت البردولي هاجر قائلةً لها: “لا أهتم إذا اتصل بي الناس واتهموني بالتعذيب، لكن عليكِ (هاجر) أن تتوقفي عن الكشف عما يحدث داخل السجن”. ومنذ ذلك الحين منعت من الزيارات العائلية بينما حُرمت نزيلة أخرى من الرعاية الطبية بسبب الإصابات التي تلقتها أثناء التعذيب.
وفي اليوم الذي ضُربت فيه هاجر تم منعها مع سجينتين، هما نجاح ومدينة علي، من إحياء ذكرى عاشوراء.
وتابعت الصحيفة بالقول أنه وفقاً لشكوى قدمت في ذلك الوقت من قبل صهر هاجر، تعرضت النساء الثلاث “للإعتداء الجسدي والضرب” عندما وصلت العقيد البردولي إلى زنزاناتهن مع الحراس.
قال السيد الوداعي: “وجدت هاجر نفسها على الأرض والضابط يجلس على صدرها بينما كان هناك ضابطان آخران يحملان ذراعيها، ويداها مكبلتان، وكذلك ساقيها.
بعد الاعتداء، لم تستطع الوقوف على قدميها. أصيبت هاجر بكدمات على يديها وظهرها مما تطلب دخولها إلى المستشفى كانت مستويات السكر في دمها قد انخفضت بشكل خطير.
وقيل إن البردولي قد ضربت مدينة علي على ظهرها في منطقة لا يوجد فيها أجهزة مراقبة.
زارت مديرة السجن هاجر في وقت لاحق في غرفة العزل وسألتها: “ماذا ستقول عن الكدمات؟” أدى رد هاجر بأنها ستقول للحقيقة إلى قطع جميع الاتصالات مع أسرتها حتى تلتئم كدماتها.
وقال اللورد سكريفن: “من الواضح أن مريم البردولي هي شخص يعاقب بالسجن وتقف وراء المعاملة المهينة والقاسية والمهينة للسجناء بمن فيهم هاجر منصور. وإذا كانت البحرين ستُظهر للعالم الخارجي أنها جادة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، فعليها تسريحها من منصبها على الفور واستبدالها بمحافظ يحترم حقوق الإنسان الأساسية ويدعمها.
وطالب اللورد سكريفن يجب على حكومة المملكة المتحدة أن تنظر بجدية في سلوكها وتعرف ما إذا كانت صالحة ليُسمح لها بدخول المملكة المتحدة”.
اندلعت موجة من حملات القمع عندما اندلعت مظاهرات الربيع العربي في البحرين عام 2011 ، في أعقاب ثورات مماثلة في تونس ومصر.
عند نقطة واحدة خرج أكثر من 100000 متظاهر مؤيد للديمقراطية إلى الشار وأُلقي العديد منهم ، بمن فيهم السيد الوادعي في السجن. عندما أطلق سراحه في ديسمبر 2011 بعد احتجازه لمدة ستة أشهر، هرب السيد الوادعي إلى المملكة المتحدة، حيث حصل على حق اللجوء من قبل وزارة الداخلية. وإلى جانب حماته، فإن ابن عم السيد الوداعي وشقيقه في السجن، متهمان بتهمة زرع قنبلة مزيفة، والتي يقول نشطاء حقوق الإنسان إنها “ملفقة”
هناك حوالي 4000 سجين سياسي في البحرين حيث توجد “انتهاكات واسعة النطاق وممنهجة لحقوق الإنسان”.
قالت مديرة ريبريف، مايا فوا: “إن رفض حكومة المملكة المتحدة إدانة انتهاكات حقوق الإنسان هذه في سجن مدينة عيسى أمر مروع، ويوصل رسالة إلى السلطات البحرينية تفيد بقبول ضمني بعمليات الانتقام ضد عائلات المدافعين عن حقوق الإنسان. وأنّ بريطانيا قدمت ملايين الجنيهات للمساعدة الفنية للبحرين، لكن من المفترض أن تقوم بإصلاح نظام العدالة الجنائية ويجب أن تطالب بالتحقيق مع المسؤولين بما يتماشى مع التزامات البحرين الدولية”.