في 4مارس 2019 ردّت الفورمولا واحد (F1) على رسالة أرسلتها منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) وست عشرة منظمة غير حكومية أخرى في 6 فبراير 2019 أثارت مخاوف جدية تحيط بمزاعم الاعتقال التعسفي للناشطة البحرينية نجاح يوسف وتعذيبها إثر نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي التي انتقدت من خلاله سباق الجائزة الكبرى 2017 في البحرين. وقد حثّت الرسالة المرسلة إلى الـ F1 على المطالبة بالإفراج عن يوسف تماشياً مع التزامها بحقوق الإنسان. ومع ذلك، فقد كانت استجابة الفورمولا واحد لهذه الدعوة في النّهاية ما يوصف بالباهتة، مشيرةً إلى أنّ الحكومة البحرينية قد أكّدت أن اتّهامات يوسف ليست مرتبطة بالسباق الكبير أو بالتعبير الحر. وتشعر منظّمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين بقلق بالغ إزاء قرار الفورمولا واحد بمشاركتها المتواصلة في تبييض انتهاكات حقوق الإنسان من خلال الرياضة في البحرين، وتشعر بخيبة أمل عميقة لفشلها في الانخراط بشكل حاسم في انتهاكات حقوق الإنسان في قضية نجاح يوسف.
تضمنت الرسالة المرسلة إلى الفورمولا واحد في 6 فبراير تفاصيل الادعاءات الخطيرة بشأن الإساءات التي تعرّضت لها يوسف على أيدي ضباط من الادارة العامة لمباحث أمن الدولة البحرينية (NSA) في أبريل 2017، والمحاكمة اللاحقة غير العادلة. وعلى الرغم من الضمانات التي قدمتها الحكومة البحرينية للفورمولا واحد بأن قضية يوسف لم تكن مبنية على انتقاداتها للجائزة الكبرى، إلا أن قضية النيابة العامة المرفوعة ضدها تستند إلى حدّ كبير على مشاركاتها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنتقد الفورمولا واحد، بحيث أشارت يوسف إلى الحدث باعتباره وسيلة للحكومة البحرينية لتبييض انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة، والاعتراف بالإكراه. وتشير أدلة النيابة العامة إلى دعوات يوسف إلى مسيرة تضامن مع المتظاهرين الذين قُبض عليهم خلال السباقات السابقة – التي شهدت حملات عنيفة من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين السلمين – وحتى أنّ معارضتها للفورمولا واحد مدوّن في الحكم لإدانتها. وفي 25 يونيو 2018، حكم على يوسف بالسجن لمدة ثلاث سنوات و تعرضت في السجن لإساءة المعاملة من قبل سلطات السجن.
وقد سبق وأن أعربت فورمولا واحد عن قلقها بشأن سجن يوسف فيما يتعلق بانتقاداتها السلمية التي تحيط بسباق البحرين الكبير، مما يؤكد على التزامها بالتمسك بمعايير حقوق الإنسان المعترف بها دولياً خلال أحداثها الدولية. ومع ذلك، فإنّ الاستجابة الأخيرة للفورمولا واحد تختلف إلى حد كبير عن السرد الذي قدّمته حكومة البحرين، والتي تفيد بأن التهم الموجهة إلى يوسف لا علاقة لها بانتقاداتها السلمية، على الرغم من أن عدداً كبيراً من الأدلة التي قدمتها النيابة العامة في المحكمة ضد يوسف تدعو إلى الشك في تلك الشكوى. وأشارت ال F1 كذلك إلى تأكيد من الحكومة البحرينية بأن النقاد لن يتمتّعوا بالحرية في ممارسة حقّهم في حرّية التعبير من خلال انتقاد سباق الجائزة الكبرى بطريقة سلميّة، على الرغم من الأدلة على أن محاكمة يوسف قد أشارت بشدة إلى انتقاداتها للفورمولا 1. وتفتقر استجابة الفورمولا واحد في نهاية المطاف إلى مراعاة نقدية لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة حول السباق.
يقول حسين عبد الله، المدير التنفيذي لـ ADHRB: “إن استجابة الفورمولا واحد للإساءة المستمرة للناشطة البحرينية نجاح يوسف مروعة”. “فبالرغم من أنّ المنظمة سبق لها أن أعربت عن قلقها بشأن قضيتها، إلا أنّ حقيقة الامر أنها تأخذ تأكيداتها من الحكومة البحرينية الآن، ألا وهي ذات الحكومة التي استهدفت يوسف في المقام الأول، تثير قلقاً عميقاً. ففشل الفورمولا واحد في اتخاذ موقف قوي بشأن قضية نجاح يوسف، بالإضافة إلى إصرارها في عقد سباق الجائزة الكبرى في البحرين على الرغم من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان المحيطة بالحدث، يشير إلى أن المؤسسة مستعدة للتخلي عن التزامها الكبير بحقوق الإنسان والسماح للبحرين بمواصلة استخدام المساعي الرياضية الدولية لتبييض سجل حقوق الإنسان السيئ في المملكة”.
لا تزال منظّمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين تشعر بقلق عميق إزاء أسلوب الفورمولا واحد لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وتحديداً فيما يخصّ سباق الجائزة الكبرى للفورمولا واحد وفشلها النهائي في معالجة قضية نجاح يوسف بشكل كافٍ على الرغم من الأدلة الواضحة على أنها استهدفت بسبب انتقادها للسباق. وندين بشدة استعداد الفورمولا واحد لقبول ضمانات الحكومة البحرينية لحماية حرية التعبير، على الرغم من سجل الحكومة الحافل بقمع للنقد حول الحدث، وتندد منظّمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين كذلك بتواطؤ الـ F1 في تبييض انتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في المملكة. ونحن ندعو الفورمولا واحد لاتخاذ موقف أقوى ضد انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين ونكرر الدعوة لإطلاق سراح نجاح يوسف.