نشرت صحيفة الغاردين البريطانية مقالاً كشفت فيه اتهام فورمولا واحد من قبل منظمات حقوق الإنسان بأنها “تغض الطرف” فيما يخص حالة ناشطة تعرضت للضرب والإساءة الجنسية والسجن بسبب الاحتجاج على سباق الفورمولا 1 البحرين.
وقالت الصحيفة، نجاح يوسف، التي تم سجنها بعد سلسلة منشورات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في أبريل 2017 والتي كانت تنتقد السباق والنظام، لم يُسمح لها برؤية عائلتها لمدة ستة أشهر. في البداية، كما كشفت صحيفة الجارديان في نوفمبر، اعترفت الفورمولا واحد بأن لديها “مخاوف” بشأن حالة يوسف ومع ذلك، في رسالة إلى منظمة هيومن رايتس ووتش والمعهد البحريني للحقوق والديمقراطية (بيرد) يوم الاثنين، قالت إنه تم التأكيد على إدانة السيدة يوسف وأن الإدانة “ليس لها علاقة بالاحتجاج السلمي حول سباق الجائزة الكبرى البحريني”.
وفي رسالة عاينتها صحيفة الغارديان، مفادها أن حكومة البحرين زعمت أنّ”أي شخص ينتقد أو يستمر في انتقاد الفورمولا 1 في البحرين له الحرية في القيام بذلك”.
وقد أثار استعداد F1 لأخذ رسالة النظام البحريني على محمل الصدق غضب جماعات حقوق الإنسان، الذين أكدوا إلى أن حكم المحكمة ضد يوسف أبرز أنها كتبت “لا للسباقات الكبرى في الأراضي البحرينية المحتلة” في المنشور الأول، بينما قالت في منشور آخر أنّ قدوم الفورمولا إلى بلادها “ليست أكثر من مجرد وسيلة لعائلة آل خليفة [الحاكمة] لتبييض سجلهم الجنائي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
كما دعت إلى مسيرة “الحرية للمعتقلين بسبب السباقات” لتسليط الضوء على المتظاهرين الذين سُجنوا بسبب انتقادهم للسباق، الذي ألغي عام 2011 بعد المظاهرات في البلاد.
وقالت آية مجذوب من منظمة هيومان رايتس ووتش إن F1 كانت مذنبة بـ “النظر في الاتجاه الآخر” وكانت “متواطئة مع محاولة البحرين استخدام سباق الجائزة الكبرى لتبييض تلك الإساءات” وأضافت: “إن أخذ ضمانات الحكومة البحرينية بعدم توجيه أي إجراءات عقابية ضد النشطاء بسبب معارضتهم السلمية للجائزة الكبرى أمر سخيف من خلال سجل البحرين الحافل بالإجراءات القمعية ضد المظاهرات في البلاد”.
كما تقول منظمات حقوق الإنسان أن نظام البحرين لديه سجل بمحاولة معاقبة منتقديه، وبالأخص لاعب كرة القدم حكيم العريبي، الذي فر إلى أستراليا عام 2014، ولكن تم اعتقاله في شهر العسل في تايلاند في نوفمبر بناءً على طلب من السلطات البحرينية.
تطرقت الصحيفة إلى إدانة سيد أحمد الوداعي، مدير المناصرة في بيرد، لردة فعل الفورمولا 1 قائلاً إنه صُعق من ردة فعلهم وسيرسل للعالم رسالة مفادها أن التزام الفورمولا 1 باحترام حقوق الإنسان في الواقع لا يعني شيئاً قبل أسابيع من سباق البحرين 2019.
وفي الوقت نفسه قال اللورد سكريفن، وهو ديمقراطي ليبرالي، لصحيفة الجارديان إنه سيضغط على قضية يوسف مع شخصيات بارزة في الفورمولا واحد الأسبوع المقبل. وأضاف: “من الواضح أن كبار الموظفين الذين يديرون الفورمولا 1 لا يأخذون مسؤولياتهم على محمل الجد في التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان التي هي نتيجة مباشرة لسباق البحرين الكبير، وحالة نجاح تجسد ذلك. يسعد F1 أن تكون ورقة تين للسلطات البحرينية التي تستخدم الجائزة الكبرى لتبييض صورتها للعالم وإخفاء الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان حول أولئك الذين يرغبون في الوقوف والحصول على حرية تعبير حقيقية.
“إذا لم يتعامل قادة الفورمولا 1 مع انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة مباشرة بأحداثهم الرياضية، فقد يكون الوقت قد حان لتوجيه القضية مباشرة إلى الجهات الراعية والفرق والسائقين الفرديين”.
يصر نظام البحرين على أنه “لا يتحمل أي تسامح” تجاه سوء المعاملة من أي نوع. وفي بيان صدر في نوفمبر قال: “إدانة نجاح يوسف مسألة تخص المحاكم البحرينية، لا يتم اعتقال أي شخص بسبب تعبيره عن آرائه السياسية”.
والجدير بالذكر أن منظمة ADHRB إلى جانب منظمة BIRD قامتا بشكل دوري بالتخاطب مع الفورمولا 1 وتوجيه إنذارات لقادتها ودعوتهم الى الاستفادة من كامل سلطتهم لضمان قيام السلطات بإطلاق سراح نجاح فوراً ودون قيد أو شرط، حتى اذا استدعى الأمر إلغاء سباق البحرين للجائزة الكبرى في الفورمولا واحد عام 2019