هويته
ولد الحاج حسن علي الستري عام 1940 م في قرية النويدرات.
طفولته
ترعرع وسط عائلة متواضعة وفقيرة جداً إذ كان منزلهم مبنياً من سعف النخيل. توفّيَ والده وهو في العاشرة عمره وكانت والدته كفيفة وتوفيت بسبب حريق اشتعل في منزلهم عندما كانت تطهو الطعام، فعاش يتيماً وتربى في كنف جدّه الى أن كبر وعمل في عدة أماكن في القطاع الخاص كأعمال البناء. تزوّج وله 16 ولداً.
تحصيله العلمي
يقول نجل الحاج حسن “علي الستري” أن والده كان محبّاً للعلم منذ طفولته ولكن نتيجة ظروف عائلته المادية الصعبة لم يستطع تلقي العلم وحال الفقر دون دخوله الى المدرسة، لكنه على الرغم من ذلك كان يشجعنا على المواظبة على تحصيل العلم، والتحق فيما بعد بدورات لمحو الامية رغم كبر سنّه.
مهاراته
كان الحاج حسن الستري يهوى قراءة وإلقاء الشعر البسيط الفكاهي، الى جانب مشاركته في كل المناسبات الدينية في الأفراح والأحزان، وتميّز بمطالعة الاخبار العالمية والمحلية مع وضع تحليل للأحداث.
صيد الأسماك كانت هوايته المفضلة حيث كان يبحر مع أحد رجال القرية في البحر ويصطادون الأسماك، إلى جانب صيد الطيور المهاجرة في البراري والأماكن القريبة التي يكثر فيها النخيل.
عمله
عمل الحاج حسن الستري في العديد من الأعمال الشاقة في البناء إلى أن التحق بشركة ألمينيوم البحرين (ألبا) عام 1973 فخدم فيها ثلاثين عاماً إلى أن تقاعد عام 2000 .
يقول نجل الحاج حسن الستري أن والده تعرض لحادث بليغ في عمله عام ١٩٨٦ تسبب له بإصابات بليغة وكسور في فكه ورجليه لكنه شفي بعد ذلك.
حياته الاجتماعية
كان الحاج حسن الستري يشارك في بناء بعض المنازل في القرية من دون مقابل، وتميّز في بناء المساجد والمآتم في القرية لوجه الله تعالى.
مع اسرته، كان عندما يدخل المنزل يضفي أجواءً من السرور حيث كان وجهه ضحوكاً ويمازح أفراد عائلته معظم الأوقات.
مجالسة الأطفال كانت أحب الأعمال الى قلب الحاج حسن الستري حيث كان يناغي الأطفال الرضع الصغار ويلاعبهم، أما الأطفال الناشئة فكان يحثهم على الصلاة في أوقاتها ومتابعة تحصيلهم العلمي.
تميّز الحاج حسن الستري برحابة صدره ورباطة جأشه وحكمته وهدوئه في معالجة الأمور. يذكر نجله أنه في يوم من الأيام حدث أمام الوالد تصادم بين سيارتين ونشب خلاف بين طرفي الحادث كان أحدهما من أصحابه، فبادر لحل الخلاف بهدوء وقال لصاحبه: “سوء تفاهم وحصل، اجعل صاحب السيارة يبتسم”.
آخر لحظات حياته
يقول نجل الحاج حسن الستري “علي الستري”: إن والدي كان معتاداً على المشي فجر كل يوم غير انه انقطع عن ذلك منذ انطلاق الحراك الديمقراطي عام 2011 بسبب الإجراءات القمعية التي فرضتها قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية. كان يصلي دائماً في المسجد قرب منزلنا، لكنه قبل يوم من وفاته صلى في مسجد كائن شمال القرية، وذكر لي احد الأشخاص الذين صلوا معه في ذلك اليوم أنّ والدي كان يلتفت الى جميع انحاء المسجد ويتأملها جيّداً وكأنه يودعها كالذي سيفارق الحياة.
وفارق الحياة
بتاريخ 19حزيران عام 2011 صباحاً توجّه الحاج حسن الستري ماشياً من المنزل الى اسكان قرية النويدرات مروراً بأحد المساجد التي تعرضت للهدم، وهنا يروي لنا نجله “علي الستري” ما حصل: ” جاءت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية عند الساعة السادسة صباحاً الى منزلنا، فخرجت إليهم وطلبوا مني التعريف بنفسي مع اعطائهم بطاقة الوالد، فلما سألتهم لماذا؟ أجابوني بأن والدك وجدناه وفق بلاغ وصل إلينا عند الساعة الخامسة صباحاً مغمًى عليه ونريدك أن تتعرف عليه. فذهبت معهم ولما وصلنا للموقع وهو أرض خلاء تقع بين قرية النويدرات وإسكان النويدرات، وبالقرب من أحد المساجد المهدمة في المنطقة (مسجد الإمام الصادق) وجدناه مغطى برداء من قبل الجهات الأمنية، ولما كشف عن وجهه ورأسه تعرفت عليه ورأيت على قمة رأسه آثار ضربات حادة وآثار دماء قد تم تنظيفها قبل معاينتي لها على ما يبدو، وقد بررت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية مقتله بأنه سقط على وجهه وارتطم بالأرض! مع العلم أنني عاينت الضربة في أعلى الرأس وليس في جوانبه. بعدها طلبوا مني التوجه الى السلمانية لاستلام جثة والدي، وقد خُيّرتُ بين تسلم الجثة بسرعة على أن تكون الوفاة طبيعية أو بين تشريح الجثة على الرغم من معاينتي لها والتماس شبهات جنائية حولها، ونظراً لمعاينتي لحالته طلبت التشريح، فحضر عندئذٍ الطبيب الشرعي وأقرّ بأن المتوفي تعرضّ لضربتان حادتان في أعلى الرأس، إلا أنه لم يعطِنا التقرير وقال بأن هناك طبيب آخر سيأتي الساعة 2 ظهراً وسيعطي التقرير النهائي، وطال وقت الإنتظار إلى أن طلبت الجهات الأمنية عند الساعة 5:45 مساء، منّي المغادرة على أن أُستدعى في وقت لاحق! لكنني رفضت وطلبت الإسراع بتسليم جثة والدي”.