صادق عبد علي العصفور مواطن بحريني يبلغ من العمر 27 عاماً. لا يزال صادق محتجزاً تعسفياً في سجن جو البحريني، حيث أخضعته السلطات البحرينية للتعذيب الجسدي والنفسي منذ لحظة اعتقاله، بما في ذلك الحرمان من الرعاية الطبية.
فرض ضباط من وزارة الداخلية وضباط مقنعين يرتدون ملابس مدنية، طوقاً بسيارات جيب على الحي الذي يقطن فيه صادق في وقت مبكر من صباح يوم الأول من مارس 2012. وفي حوالي الساعة 3:30 صباحاً، اقتحم الضباط منزل صادق، ودخلوا الغرفة التي كان نائماً فيها وقاموا بتفتيشها، ثم قيدوا يديّ صادق وعصبوا عينيّه ووضعوه في سيارة للشرطة. ولم يشر أي من الضباط إلى سبب اعتقالهم لصادق، الذي كان عمره 20 سنة في ذلك الوقت، كما فشل الضباط في إصدار أمر قضائي بالبحث أو إلقاء القبض عليه.
اختطفت القوات البحرينية قسراً صادق لمدة ثلاثة أيام، وجهدت عائلته طوال هذه المدة في البحث عنه من مركز الشرطة إلى آخر لمعرفة مكان احتجازه. خلال هذا الوقت، اقتادت القوات البحرينية صادق إلى مديرية التحقيقات الجنائية (CID) لاستجوابه، قاموا بتقييد يديه وتعصيب عينيه وضربه بشدة أثناء استجوابه وقاموا بتهديده بغرفة التعذيب “في حال عدم اعترافه”. أجبر المحققون صادق على الاعتراف خلال استجواب دام أكثر من أربع ساعات. وفي اليوم الرابع بعد اعتقاله، اتصلت السلطات أخيراً بأسرته، معلنة أنه في مركز احتجاز الحوض الجاف في انتظار المحاكمة، وطلبت منهم إرسال ملابس لصادق.
اتهمت السلطات البحرينية صادق بالاعتداء على شرطي، ومحاولة القتل، وحيازة قنابل مولوتوف، وحرق سيارة جيب، والمشاركة في تجمع غير قانوني. منعت السلطات صادق من الاتصال بمحاميه، كما رفضت منحه فرصة لتقديم أدلة نيابة عنه. ومع ذلك، سمحت محكمة الإدعاء باستخدام الاعتراف الذي أُجبر صادق على الإدلاء به تحت وطأة التعذيب.
وفي سبتمبر 2013، حكمت المحكمة على صادق بالسجن لمدة 15 عاماً في سجن جو. خسر استئنافه بعد سنة ونصف، وبقي في سجن جو منذ ذلك الحين. إنّ إدارة سجن جو تسيء لصادق وتحرمه من الرعاية الطبية فهو يعاني من ألم شديد في الأسنان لدرجة أنه أدى إلى تورم وجهه، لكنه لم يتلق العلاج الطبي المناسب لأسنانه. نقلته السلطات إلى عيادة السجن لفحص وجهه، لكن ليس أسنانه، وقام الطاقم الطبي بإعطائه حقن للوجه لكنه لم تكن فعّالة، ثم زعموا بأن الماء البارد قد يقلل من تورم وجه صادق، لكنه لم يخفف من ألم أسنانه.
كما أفاد صادق أيضاً أن إدارة السجن تقطع المياه، ويسمح فقط بتشغيلها لمدة 10 دقائق في كل مرة، كما يقوم موظفو السجن أيضاً بإيقاف التدفئة وتشغيل مكيفات الهواء في فصل الشتاء، وإيقافها في فصل الصيف. علاوة على ذلك، يذكر صادق أن سلطات السجن تداهم الزنزانات في منتصف الليل لإيقاظ المعتقلين كما أنها لا توفر لهم ملابس ووجبات كافية.
إن المعاملة السيئة التي تعرض لها صادق من قبل السلطات تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (CAT)، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR) ، التي انضمت إليها البحرين كلها.
إنّ اعتقال صادق بتهمة “التجمع غير القانوني” ينتهك حقه في حرية التعبير والتجمع والحرمان من وصوله إلى محامٍ ينتهك حقوقه بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. علاوة على ذلك، من خلال حرمانه من الوصول إلى مستشار قانوني ينتهك حقه في إجراءات التقاضي السليمة، وإنّ احتجازه تعسّفاً في انتهاك آخر للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك ، فإن تعذيبه واستخدام اعترافه المقدم تحت وطأة التعذيب ينتهك اتفاقية مناهضة التعذيب، وإنّ الحرمان من الرعاية الطبية الكافية ينتهك حقوقه بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين السلطات البحرينية إلى التمسك بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بإلغاء الحكم الصادر بحق صادق، وإدانة التهم الجنائية ضده، مع ضمان محاكمة عادلة تتماشى مع الأصول القانونية والمحاكمة العادلة. كما تحث المنظمة السلطات البحرينية على التحقيق في مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة من قبل الشرطة وموظفي السجون ومحاسبة المسؤولين.