في 8 يناير 2019، بدأ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو رحلة إلى الشرق الأوسط والخليج العربي استغرقت أسبوعاً، حيث اجتمع مع العديد من القادة والمسؤولين رفيعي المستوى لمناقشة القضايا الإقليمية المهمة. لكن تشعر منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين(ADHRB) بخيبة أمل عميقة لعدم اهتمام الرأي العام بقضية حقوق الإنسان في البحرين خلال لقاءات وزير الخارجية مع المسؤولين البحرينيين. بالإضافة إلى ذلك، يساور ADHRB القلق من عدم بذل الوزير بومبيو جهداً للقاء المدافعين عن حقوق الإنسان وأعضاء المعارضة السياسية خلال فترة وجوده في المملكة.
في الحادي عشر من يناير 2019، وصل وزير الخارجية بومبيو إلى البحرين، المحطة الرابعة في جولته في الشرق الأوسط. التقى بومبيو في المنامة الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ووزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة. ووفقاً لنائب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، ناقش الزعماء “الأولويات الحاسمة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وقضية اليمن ومكافحة الأنشطة الخطيرة للنظام الإيراني”. كما أعرب بومبيو عن امتنانه “للدور الذي تلعبه البحرين، لا سيما من خلال استضافتها الأسطول الخامس الأمريكي، ولدعمها مجموعة متنوعة من الأولويات الإقليمية “.
فشل بومبيو خلال اجتماعاته مع القادة البحرينيين في معالجة أي مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، بما في ذلك حبس المدافع عن حقوق الإنسان نبيل رجب بسبب تغريداته المنتقدة للحكومة وأيضاً الحكم المؤبد الذي صدر بحق الزعيم السياسي الشيخ علي سلمان بناءً على التهم التعسفية التي وجهت إليه، حالتين كليتهما أدانتها وزارة الخارجية سابقاً، فعوضاً عن ذلك، أثنى الوزير بومبيو بلا كلل على الحكومة البحرينية لدعمها للتعايش السلمي وحرية الدين والمعتقد ولنجاح الانتخابات البرلمانية على حدّ تعبيره.
تقوم البحرين، التي تديرها عائلة حاكمة سنية، بالتمييز بشكل منهجي ضد الأغلبية الشيعية. وقد أشار تقرير “الحريات الدينية” السنوي الصادر مؤخراً عن وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الحكومة البحرينية تواصل “استجواب واحتجاز واعتقال رجال الدين وأعضاء المجتمع والسياسيين المعارضين المرتبطين بالجماعة الشيعية”. خلال ذكرى عاشوراء الفائتة، وهو يوم مقدس بارز للمسلمين ولا سيما مجتمع الشيعة، أفادت تقارير بأن ما لا يقل عن 15 شخصية دينية شيعية قد تعرضوا للمضايقة والاستجواب أو أنه تم احتجازهم، وذلك في غضون أسبوع واحد فقط. بالإضافة إلى ذلك، تم إسقاط جنسية أكثر من 800 بحريني، غالبيتهم من الشيعة، وذلك بدءًا من عام 2012.
إن الانتخابات البرلمانية التي أجريت في البحرين شهر نوفمبر الماضي، والتي أثنى عليها الوزير بومبيو خلال زيارته، لم تتسم لا بالحرية ولا بالنزاهة، فقد حصلت على قدر كبير من الانتقادات الدولية. قبل إجراء هذه الانتخابات، أعرب أعضاء الكونجرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي والمملكة المتحدة والبرلمانات الإيرلندية والإيطالية عن مخاوفهم بشأن البيئة السياسية في البحرين المجهزة قبل الانتخابات. وقام متحدث باسم حزب الخضر الألماني بـوصف الانتخابات بعد انتهائها بـ”المهزلة”. فقد تم منع المعارضة من المشاركة الكاملة في الانتخابات، وبقيت كافة جمعيات المعارضة الرئيسية التي كانت قد تمّ حلّها قسراً. وحُظر على أي شخص ينتمي إلى إحدى هذه المجموعات السياسية من السعي إلى الحصول على منصب منتخب. بالإضافة إلى ذلك، لم يتواجد في الانتخابات أي مراقبو انتخابات مستقلون. لا ننسى أن تضييق الخناق على الدوائر الانتخابية في البحرين قد أدى على مدى التاريخ إلى تخفيف تأثير الأغلبية الشيعية في البحرين.
يقول المدير التنفيذي ل ADHRB، حسين عبد الله: “لقد أهدر الوزير بومبيو خلال زيارته للمملكة فرصة مهمة للغاية لإثارة بواعث القلق المحيطة بتدهور حالة حقوق الإنسان في البحرين. يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة. ومن خلال عدم دعوة الوزير بومبيو مسؤولين بحرينيين رفيعي المستوى والحكومة البحرينية إلى الوفاء بالتزاماتهم في مجال حقوق الإنسان، فإنه قد خذل المجتمع المدني البحريني الذي يعاني من وجود هكذا حكومة قمعية”.
إنه من المثير للقلق أن الوزير بومبيو، عند الاجتماع مع المسؤولين البحرينيين، لم يتطرق إلى انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، بل ركز فقط على المناقشات المتعلقة بالأمن والتعاون. ينبغي اعتبار حقوق الإنسان دعامة أساسية في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
لذا تدعو ADHRB كل من حكومة الولايات المتحدة ووزارة الخارجية ووزير خارجيتها بومبيو إلى عدم السماح بانتهاك حقوق الإنسان في البحرين، كما أنها تحث مملكة البحرين على اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل تحسين حالة حقوق الإنسان في البلاد.