ثمن الحرية: علي إبراهيم الدمستاني

 أطلق عليه الناس والرفاق لقب صاحب الحمية والغيرة لأنه لبى النداء مدافعاً عن شرفه وفق ما أكد والده، إنه علي إبراهيم الدمستاني..

هويّته

ولد علي في ٣ أكتوبر عام ١٩٩٣ في قرية الدراز ويعود أصل عائلته الى قرية دمستان. هو الإبن الأكبر لعائلته المؤلفة من الأم والأب وأخته التوأم وأخوه الأصغر سنّاً.

خلال رحلة ترفيهية مع عائلته عام 1996

طفولته

يروي والد علي إحدى الطرائف التي حصلت خلال مرحلة طفولة نجله، حيث كان يحب العلماء في طفولته ويميزهم من خلال العمائم التي يضعونها على رؤوسهم، وخلال ذهاب العائلة في رحلة الى مدينة مشهد في إيران وأثناء تواجدها في أحد المساجد اقترب علي من مجموعة من العلماء اثناء أدائهم فريضة الصلاة ونزع عن رؤوسهم العمائم.

ويستفيض والد علي بالحديث عن طفولة نجله ويذكر لنا أنه كان يتميز بروح الإصرار والتفاوض والإقناع، فكان عندما يبتغي طلباً ما من والده ويعلم أن والده سيرفض ذلك كان يذهب الى أخوه جعفر لإقناعه بالتفاوض مع والده. وفي ذكرى عاشوراء أراد علي الذهاب الى المنامة للمشاركة بمراسم الإحياء المركزية ولم يسمح له والده الذهاب إلا برفقته ريثما يعود من العمل، فاتصل علي عندئذٍ بجدّه طالباً منه إقناع والده بالسماح له بالذهاب للمنامة.

تحصيله العلمي

قبل مفارقته للحياة بأيام حاز علي على شهادته الثانوية في القسم الصناعي، حيث كان جلّ طموحه العلمي منذ صغره التخصّص في مجال الهندسة الصناعية، وفي هذا الصدد يذكر والده أن علي كان جلّ اهتمامه استكشاف ألعاب الأطفال الكهربائية ومحاولة تصليحها فضلاً عن اهتمامه بتصليح الأعطال في المنزل. والى جانب تخصصه العلمي كان علي يولي اهتماماً بدراسة العلوم الدينية منذ بلوغه سن الثلاثة عشر عاماً.

هواياته ومهارته

لعبة كرة القدم كانت الهواية المفضلة لعلي، حيث كان أحد اللاعبين الأعضاء في النادي الأهلي، وهو أكبر الأندية في البحرين. وكان علي يعمل على تشكيل فرق ومسابقات على مستوى منطقته في كرة القدم ولعب أيضاً في نادي الدراز وهو النادي المحلي في منطقته وفق ما ذكر والده.

والى جانب الرياضة، اتخذ العمل التطوعي حيزاً من حياة علي، فكان مشاركاً في العمل التطوعي ضمن جمعية التوعية الإسلامية وينظمون رحلات كشفية للتخييم في إحدى المناطق، وواظب علي على الأعمال الخيرية والخدمات الاجتماعية.

خلال رحلة عائلية عام 1996

أبرز خصاله

حمل علي في شخصيته خصالاً محمودة ربما تميزه عن أبناء جيله، فتميز بمساعدته للمحتاجين وإدخال السرور إلى قلبوهم، إذ تذكر والدة علي أنّ نجلها كان يوّزع طعام الإفطار على الفقراء في شهر رمضان دون أن يخبر أحداً بذلك، بالإضافة إلى اهتمامه بالأيتام وتخصيص جزء من مصروفه لمنحهم إياه. وتضيف والدة علي أن نجلها كان يخصص عاملة المنزل لديهم بهدايا أو احتياجات بسيطة وكان أشد الحرص على عدم المساس بحقوقها.

ويروي والد علي أنّ أحد رفاق نجله كان من ذوي الإحتياجات الخاصة، ولهذا السبب كان منبوذاً من معظم رفاقه وكانوا يخجلون الذهاب بصحبته الى أي مكان أو المشاركة في نشاط معين، لكن علي كان يخالفهم الموقف والتصرف ويصرّ على مرافقة صديقه المعوّق وإعطائه جزءاً من مصروفه.

خلال مشاركته في إحدى المسيرات السلمية عام 2011

آخر اللحظات

بقي علي في دوار اللؤلؤة منذ اليوم الأول لإندلاع أحداث في 14 فبراير عام 2011 ولم يترك الساحة رغم صغر سنه. وفي 13 مارس 2011 هاجمت قوات وزارة الداخلية البحرينية المعتصمين في المرفأ المالي، كان علي حينها في دوار اللؤلؤة حين صدر نداء استغاثة من منصة الخطابة يدعو للتوجه لجامعة البحرين بعد هجوم القوات على الطلبة والطالبات فاستجاب للنداء وتوجه نحو الجامعة.  وفي هذه الأثناء أيضاً تعرضت طالبات مدرسة سار الثانوية للبنات الى اعتداء من أحد قوات وزارة الداخلية البحرينية حينها سارع علي لنجدة البنات هناك بعد أن طلب الإذن من والده. وتقول والدته أنه عاد في هذا اليوم الى المنزل ظهراً لتناول وجبة الغداء قبل أن يتوجه مرّة أخرى نحو دوار اللؤلؤة وودّعها قائلاً: “إنني ماضٍ نحو الشهادة”.

وفارق الحياة..

بينما كان علي في دوار اللؤلؤة جاء خبر هجوم قوات وزارة الداخلية في البحرين على قرى شارع البديع في الدراز وبني جمره وبقية القرى، فما كان من علي إلّا أن هبّ لنجدة أهله في تلك البلدات بصحبة عدد من رفاقه، لكن القوات لاحقته بمركبتها وتسبّبت له بحادث وفارق بعدها الحياة.