بالتزامن مع آخر المستجدات في قضية لاعب كرة القدم البحريني حكيم العريبي نشرت صحيفة الغاردين مقالاً نقلت فيه ما كشفته وزارة الداخلية التايلندية عن أن مكتب الإنتربول الأسترالي هو الذي أنذر تايلاند بوصول حكيم العريبي ولم يشرح كيف تم إصدار الإشعار الأحمر ضد اللجوء.
وقالت الصحيفة: أثار الجدول الزمني لسفر العريبي، وأفعال البحرين والاعتقال اللاحق، تساؤلات حول احتمال حدوث انقطاع في الاتصالات أو إخفاق بين الإنتربول والسلطات الأسترالية مما أدى إلى إشعار أحمر ضد اللاجئ. كما أثيرت أسئلة حول الكيفية التي أُعلمت فيها البحرين بخطة سفر العريبي.
اعتُقل العريبي، وهو لاجئ بحريني يعيش في أستراليا كمقيم دائم، لدى وصوله إلى بانكوك مساء 27 نوفمبر، على أساس إشعار أحمر صدر ضده بتهمة عمل القيام بأعمال تخريب حدثت بالتزامن مع مشاركته في مباراة كرة قدم متلفزة.
ذكّرت الصحيفة بأنّ السلطات التايلندية كانت تعتزم في البداية إعادة العريبي إلى أستراليا، وفق ما أظهرته الوثائق التي حصلت عليها وترجمتها صحيفة الغاردين الأسترالية، لكنهم وافقوا في وقت لاحق على طلب البحرين بتسليمه.
واعتُقل لاعب كرة القدم المحترف البالغ من العمر 25 عاماً في تايلاند لأكثر من أسبوعين، وبينما كانت تدرس المحاكم التايلندية طلب البحرين عارضت أستراليا التسليم وطالبت بعودته إلى أستراليا. كان العريبي قد تقدم بطلب للحصول على تأشيرة سياحية من خلال قنصلية تايلاند في ملبورن وقدم المزيد من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل الرحلة، في 4 نوفمبر. وفي 8 نوفمبر، تم إخباره بأن تأشيرته جاهزة للتجميع. وفي اليوم ذاته، مُنحت البحرين إشعارًا باللون الأحمر من الإنتربول لاعتقاله.
وأوردت الصحيفة، تأكيد وزارة الداخلية الأسترالية، أن المكتب المركزي الوطني الأسترالي للإنتربول نبه تايلاند إلى قرار مغادرة أستراليا لشخص يحمل إشعاراً أحمراً ما يدل على إشارة نظام الإنتربول الى أن تايلاند أصبحت على علم بالإشعار الأحمر عندما جاء العريبي من الجمارك والجوازات في بانكوك، حتى وإن لم يكن قد تم تنبيهه بالفعل.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية نقلت صحيفة الغاردين ما قاله المتحدث باسم وزارة الداخلية التايلندية: “إن أي إجراء يتخذ استجابةً لإشعار الإنتربول الأحمر هو أمر يخص السلطات التايلندية”.
واعتبرت الصحيفة أن الدول تختلف، لكن أستراليا لا تعتقل الأشخاص على أساس إشعار أحمر. ويتطلب الاحتجاز في أستراليا طلبًا رسميًا لتسليم المجرمين من المدعي العام للبلد الذي أصدره، والذي سيذهب بعد ذلك إلى الحكومة الأسترالية، وسيكون بحاجة إلى موافقة قاضٍ في جلسة استماع لتسليم المجرمين.
ولفتت الصحيفة أنه في حالات طلب الإشعار الأحمر، تقوم المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) بإجراء تقييمات للشرعية في المركز الرئيسي، وليس في فروعه أو منظوماته الأمنية المنتشرة في الدول، حسبما أشارت صحيفة الغاردين الأسترالية. ولا يزال من غير الواضح معرفة ما يتم إجراؤه للتأكد من عدم خرق الإخطار الأحمر للوائح الانتربول الخاصة، وقد رفض الإنتربول باستمرار الإجابة عن الأسئلة.
وأشارت الصحيفة الى تأكيد صحيفة الغارديان الأسترالية استطاعتها الكشف عن أن مسؤولي القنصلية الأسترالية كتبوا إلى مسؤول الهجرة التايلندية يصرون على أن العريبي مقيم في أستراليا ويجب إعادته إلى أستراليا.
ووفقاً للوثائق التايلندية، كان هناك ارباك واضح بشأن شرعية وثائق سفر العريبي- وهي وثيقة خاصة تصدر إلى اللاجئين الذين لا يحملون الجنسية بعد – لكن تايلاند تنوي العمل لصالح طلب أستراليا. ومع ذلك طرح الإشعار الأحمر كعامل في تحديد الخطوات التالية. وبحلول الوقت الذي تم فيه رفع إشعار الإنتربول الأحمر، ادعت السلطات التايلندية بعدم أهميته لأن لديها طلب اعتقال وتسليم من البحرين. وقامت محكمة تاياندية يوم الأربعاء بتمديد احتجاز العريبي لمدة 60 يوماً ، لمواصلة دراسة طلب تسليم البحرين.
وعادت الصحيفة الى بداية قضية حكيم العريبي الذي فر من البحرين بعد تعرضه والرياضيين الآخرين للضرب والتعذيب بسبب تورط أسرهم في الاحتجاجات السياسية، وكذلك أُدين غيابياً وحُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات في عام 2014. وصل إلى أستراليا في عام 2015، طالباً حق اللجوء، وحصل على صفة لاجئ في عام 2017 ولم يحصل بعد على الجنسية، مما يمنح أستراليا صلاحيات أكبر للمساعدة. وفي هذا العام ، قرر الذهاب إلى تايلاند في إجازة مع زوجته – وهي أول رحلة دولية له منذ وصوله إلى أستراليا.
واهتمت الصحيفة بالإشارة الى استمرار المؤيدين في الضغط على الحكومات ومنظمات كرة القدم العالمية، بما في ذلك الفيفا والاتحاد الآسيوي لا سيّما الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، عضو العائلة المالكة في البحرين ونائب رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الآسيوي الذي وجه إليه العريبي انتقاداً في عام 2016.
ورداً على رسالة منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين الى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، التي دعت إلى دعم الرأي العام للعريبي، قال الاتحاد الآسيوي إنه يتابع القضية فقط.
ووصف المدير التنفيذي لمنظمة ADHRB حسين عبد الله، رد الإتحاد الآسيوي الرد بأنه “غير مشجع” و “مزعج”، في سياق تصريحات الفيفا. وتابع قائلاً: بصفته نائباً لرئيس الفيفا، يجب على الشيخ سلمان آل خليفة التكلم باسم حكيم وبصفته رئيس الاتحاد الآسيوي، يجب على الشيخ سلمان الحفاظ على مهمة الكونفدرالية لضمان أعلى المعايير الأخلاقية واستخدام نفوذه الكبير لضمان السماح لحكيم بالعودة إلى دياره”.