حبيب علي مبارك شاب بحريني يبلغ من العمر 32 عاما من بلدة “جد حفص”. اختفى وتعرض للتعذيب وأدين في محاكمة جائرة، وسُجنت زوجته وابنه الرضيع واحتُجزا لمدة ثمانية أشهرعقب إلقاء القبض عليه، وبقي معتقلاً في سجن جو.
في 21 أكتوبر 2014، قام ضباط مقنعون يرتدون الملابس المدنية، وضباط من قيادة قوات الأمن الخاصة (SSFC) ( المعروفة بقوات الشغب) بالزي الرسمي، وضباط من جهاز الأمن الوطني (NSA) باقتحام منزل حبيب دون إذن قضائي. لم يكن حبيب حاضراً، فأبلغ الضباط عائلته أنه إذا لم يسلم نفسه إلى إدارة البحث الجنائي CID أو ما يعرف بالتحقيقات ، فإنهم سيداهمون المنزل يومياً، وذكر الضباط أنهم كانوا يريدون فقط استجواب مبارك بشأن “قضية صغيرة” وأنه سيُسمح له بالعودة إلى دياره فورالاستجواب.
بعد يومين، في 23 أكتوبر 2014، سلم حبيب نفسه إلى إدارة البحث الجنائي CID، ولكن بدلاً من استجواب قصير ، قام الضباط بالقبض على حبيب وإخفائه لمدة خمسة أيام، تعرض خلالها للتعذيب والضرب على وجهه وبطنه وظهره من قبل ضباط إدارة التحقيقات الجنائية، وبصقوا في وجهه عليه أثناء الاستجواب كما احتجزوه في غرفة باردة للغاية، يشير إليها السجناء على أنها “ثلاجة”، كما أخضعوه للصدمات الكهربائية حتى فقد وعيه، وذكر حبيب أن الضباط عاملوه بطريقة تمييزية، وكانوا يهينون مذهبه الشيعي اثناء التحقيق كثيرا.
في 27 أكتوبر 2014 ، اتصل حبيب علي مبارك بزوجته وأخبرها أنه نُقل إلى مركز احتجاز الحوض الجاف ، وطلب منها إحضار ملابس له. ومع ذلك، عندما وصلت زوجته – زهرة الشيخ، وهي مدافعة عن حقوق الإنسان – إلى الحوض الجاف، اعتقلها الضباط لقضاء عقوبة السجن الصادرة في يناير 2014 بتهم التجمع غير القانوني وكان مع زهرة طفلها البالغ من العمر ستة أشهر، حسين حبيب مبارك. ونُقل كل من الأم والابن إلى سجن نساء مدينة عيسى، حيث سُجنا حتى 19 يوليو 2015. حسين يبلغ حاليا من العمر 4 سنوات، وهو يعاني من حالة نفسية وتوتر عصبي تدفعه الى ضرب نفسه باستمرار نتيجة العنف الذي كان يشهده خلال فترة احتجازه مع أمه ، كما ويعاني من مشاكل في النطق تمنعه من التكلم مثل أقرانه من الأطفال.
في 19 نوفمبر2015، أدين حبيب بتهمة افتعال حريق في “جد حفص” وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة، ومع ذلك، استطاع حبيب تقديم دليل على أنه كان في صيدلية يشتري الحليب أثناء الحريق. لم يسمح القاضي بعرض هذه الأدلة في المحاكمة لكن تمّ تأكيد هذه الجملة عند الاستئناف في مايو 2016.
عام 2017، بدأ حبيب يشتكي من الاكتئاب والقلق وطلب العلاج، لكن سلطات السجن رفضت ذلك. وفي يونيو 2018، نُقل حبيب إلى المستشفى بعد انهياره فجأة في السجن وعلم أن ذلك سببه ارتفاع ضغط الدم.
إنّ تعامل البحرين مع حبيب وأسرته يعدّ انتهاكاً لالتزاماتها بموجب المعاهدات والقانون الدولي، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICESCR) ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) ، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (CAT) واحتجازه بدون تهمة وإدانة لاحقة في محاكمة جائرة يعد مخالفة للمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، مما يجعل اعتقاله تعسفياً بموجب المادة9 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. كما أن احتجاز زوجته زهرة الشيخ كان تعسفياً، لأنه ينتهك حقها في حرية التعبير والتجمع في المادتين 19 و21 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. إن رفض السلطات البحرينية تزويد حبيب بالرعاية الطبية والعلاج لصحته العقلية ينتهك الحق في الصحة في المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) البحرين إلى الوفاء بهذه الالتزامات بإطلاق سراح حبيب وإلغاء إدانته، وضمان إجراء أي محاكمة لاحقة بما يتماشى مع المعايير الدولية للمحاكمات العادلة. كما ندعو السلطات البحرينية إلى التحقيق في ادعاءات حبيب بالتعذيب ومحاسبة الجناة. وأخيراً، ندعو البحرين، ولا سيما السلطات في سجن جو، إلى توفير العلاج البدني والعقلي على الفور لجميع السجناء.