تعرض رجل الدين البحريني الشيخ حسن عيسى مرزوق، 47 عاما، للاستهداف لأسباب سياسية ومذهبية رغم الحصانة الشعبية التي تمتع بها . هو نائب سابق في برلمان 2010 بأكثرية مطلقة بلغت 92% من الأصوات عن منطقة سترة. قدّم استقالته من البرلمان احتجاجا على ما قامت به قوات الأمن البحرينية من إعتداء على المتظاهرين السلميين في دوار اللؤلؤة في فبراير 2011. رصيده هذا لم يمنعه من التعرض للاعتقال بشكل تعسفي وللتهديد والمحاكمة الغير عادلة. حاليا هو في سجن جو بتهمة تمويل الارهاب وسط تشديد الخناق ومنعه من الحصول على العلاج الطبي اللازم .
في 18 أغسطس 2015، تم اعتقال الشيخ حسن وهو قيادي بارز في جمعية الوفاق الوطني الاسلامية ، على يد قوات بلباس مدنية صرحت وزارة الداخلية فيما بعد أنها كانت شرطة المباحث الجنائية أو ما يعرف بالتحقيقات الجنائية . تم اعتقال الشيخ حسن في ادارة الجوازات في مطار البحرين أثناء عودته مع عائلته من سفرة عائلية لزيارة العتبات المقدسة في ايران . ومن دون اطلاعه على سبب الاعتقال تم اقتياده الى مبنى التحقيقات الجنائية الموجود في العدلية ، حيث خضع للتحقيق لمدة 3 أيام متتالية. وقد أفاد فيما بعد أنه تعرض خلالها للتهديد، التعنيف اللفظي ، سوء المعاملة ، الحرمان من النوم والتعذيب النفسي على يد المحقق نفسه من دون السماح له بمقابلة المحامي ، كما أجبر على توقيع أوراق لا يعلم مضمونها .
تم احالة الشيخ حسن الى النيابة العامة في اليوم الثالث من التحقيق واتهامه بقضايا تتعلق بتمويل الإرهاب. نقل مباشرة بعد ذلك الى مركز مدينة عيسى ليسجن فيها انفراديا لمدة سنتين بانتظار صدور الحكم . منع الشيخ طوال مدة وجوده في سجن مدينة عيسى من الخروج أو مقابلة أحد خلا من بعض الزيارات التي كانت عائلته تتقدم بالطلب بها الى ادارة التحقيقات ، وكانت أول زيارة سمح له بها في 1 سبتمبر 2015 ، حيث أفادت العائلة أنه كان شاحب الوجه بشكل كبير وبدا عليه الارهاق والتعب وقلة النوم . في 29 مارس 2017 ، حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات ، رغم أنه قدم أدلة على براءته. ونُقل إلى سجن جو ، حيث لا يزال متواجدًا في الوقت الحالي. جلسات الاستئناف مازالت مستمرة ، والجلسة القادمة في 5 سبتمبر 2018.
وجود الشيخ حسن بشكل دائم في السجن الانفرادي طوال سنتين، من دون أن يتعرض للشمس أو يسمح له بالخروج ، أدى الى معاناته لسلسلة من الحالات المرضية والصحية أو تطورا لأمراض أخرى كان يعاني منها سابقا . أصيب الشيخ حسن بجفاف في العينين و ضعف في نظره أثرت على رؤيته للأشياء ، عانى من آلام شديدة في ركبتيه وقدميه ، كما انتشرت بقع بيضاء في مختلف أنحاء جسمه نتيجة مرض يدعى بفقر الألوان ، وهو مرض كما أوضح الطبيب للعائلة ، أنه يشبه البهاق وينتشر في الجسم ويصبح أكثر حدة مع تعرض صاحبه للضغط النفسي الشديد. لم يتلق لهذه الأعراض أي علاج رغم مطالبته بذلك، سوى حصوله على نظارة طبية .
علاوة على ذلك ، عانى الشيخ حسن منذ اعتقاله وحتى يناير 2017 من ألم شديد في الكلية، حتى نقل إثر نوبة ألم شديدة في بداية عام 2017 الى مستشفى العسكري لاجراء عملية مستعجلة تم فيها تفتيت الحصى في الكلية . لكن لم تحصل العائلة على أي تقرير طبي من المستشفى عن ذلك . دخل مع عدد من المعتقلين السياسيين في إضراب عن الطعام في 10 سبتمبر 2017 رداً على سوء المعاملة والاهمال في تقديم العلاج ولكن أنهى الإضراب بعد مرور أسبوع بسبب تدهور حالته الصحية.
حاليا يعاني الشيخ حسن من ألم شديد لا يحتمل – حسب وصفه للعائلة – إثر التهاب في أحد أضراسه . نتج الالتهاب عن اهمال ادارة سجن جو طلبه المتكرر منذ وصوله للسجن في مارس 2017، بضرورة عرضه على طبيب أسنان . لقد سبق أن تم نقله عندما كان في مركز مدينة عيسى ، الى سجن القلعة في أكتوبر 2016 ، بعد أن أصيب بنوبة ألم شديدة فتم نزع عصب أحد أضراسه ووضع حشوة مؤقتة على أن يتم استبدالها بحشوة دائمة بعد أيام . ومع الايام سقطت الحشوة المؤقتة وتفتت الضرس وازداد الشعور بالألم وازدادت مطالباته بالحصول على العلاج ولكن لا حياة لمن تنادي ! فأقصى ما قامت به ادارة سجن جو هو عرضه مؤخرا ، في أغسطس 2018، على طبيب في عيادة السجن. رفض الطبيب بعد فحصه السريع أن يطلعه على اسم الدواء الذي دوّنه في ورقته قائلا له أن هذا الأمر ممنوع !! ورغم ذلك لم يحصل الشيخ حسن على اي دواء أو علاج للتخلص من ألم الضرس والالتهاب الذي يعاني منه .
تم تقديم عدة شكاوى إلى الأمانة العامة للتظلمات في وزارة الداخلية والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ، لكن لم يتخذ أي من الطرفين أي إجراء لتخفيف معاناته.
تعرض الشيخ حسن الذي يتم احتجازه حاليا في مبنى 13 من سجن جو ، مع مجموعة من المعتقلين السياسيين ، لسلسلة من المضايقات فمعظم الأحيان يتلقون عقاباً جماعيا ويتم مصادرة جميع حاجاتهم من كتب وملابس، وايقاف تشغيل المكيفات في فصل الصيف وقطع المياه لساعات طويلة . وخلال فصل الشتاء لايشغلون سخانات الماء فيستحم السجناء بالمياه الباردة جدا مما يؤدي باصابة بعضهم بجلطات جراء ذلك . لكن الاهمال الطبي وعدم الاكتراث بالعلاج يبقى هو التضييق الأكبر وسيد الموقف.
تنتهك البحرين عددا من الالتزامات القانونية الدولية ، بما فيها تلك المنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR ) ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية ، المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة (CAT) . البحرين طرف في كل من هذه المعاهدات. إن إعاقة وصول الشيخ حسن إلى محامٍ ، ولا سيما أثناء استجوابه ، والاستخدام لاحقاً لاعتراف موقع بالإكراه في محاكمته يشكل انتهاكاً للمادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمادة 15 من اتفاقية مناهضة التعذيب. إن استخدام التعذيب النفسي يعد انتهاكًا للمادة 7 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والمادة 2 من اتفاقية مناهضة التعذيب. وأخيراً ، فإن الإهمال الطبي ومعاناة الشيخ حسن اللاحقة نتيجة لذلك تشكل انتهاكاً للمادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وقد تصل إلى مستوى التعذيب في انتهاك لاتفاقية مناهضة التعذيب.
تدعو ADHRB حكومة البحرين إلى الالتزام بهذه الالتزامات بإلغاء إدانة الشيخ حسن نتيجة لمحاكمة جائرة وضمان إجراء أية إجراءات قضائية في المستقبل وفقًا للمعايير الدولية للمحاكمة العادلة. كما ندعو السلطات إلى التحقيق في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز والسجون ، ومحاسبة المخطئين. وأخيراً ، نحث السلطات البحرينية على توفير الرعاية الطبية الكافية والضرورية للشيخ حسن وجميع السجناء الآخرين.