20يوليو 2018 – رصدت منظمة ADHRB من خلال متابعتها أوضاع السجناء والمعتقلين في سجن جو الحوض الجاف ، سلسلة جديدة من التضييق وسوء المعاملة خلال العشرة أيام الماضية في ظل ظروف تنتهك المعايير الدولية. أفاد المحتجزون أنه ومنذ يوم الاثنين 9 يوليو ، وهم يتعرضون في مختلف المباني في سجن جو والحوض الجاف للمزيد من المضايقات والضغوط التي وصفوا أنها تفوق قدرتهم على التحمل . كل ذلك في ظل غياب كامل لدور المؤسسات المكلفة مراقبة أوضاع السجناء وتفتيش السجون ورفع انتهاكات حقوق الانسان فيها، مثل: مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين، والمؤسسة الوطنية لحقوق الانسان وغيرها من السلطات الموكلة بموجب القانون البحريني.
لطالما عانى المحتجزون من معتقلي الرأي والسياسيين من انتهاكات ممنهجة وإساءة معاملة وضغوطات كبيرة تمثلت بالتعذيب بكافة أشكاله والحرمان من الرعاية الصحية والطبية والحرمان من الاتصال وغيرها من الحقوق الأساسية ، وقد عملنا على توثيق عدد كبير منها فيي منظمة ADHRB ، والتحرك على أساسها في المحافل الدولية والحقوقية . لكن مع بداية شهر يوليو ، تمارس سلطات السجن المزيد من الضغط والتضييق ، جعل عدم توثيقها والتحرك العاجل لوقفها أمرا غير مقبول على اي جهة حقوقية أو انسانية تعمل من أجل حقوق الانسان .
من أشكال التضييق وسوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون في مختلف أماكن الاحتجاز ، منذ يوم الاثنين تاريخ 9 يوليو 2018 ، والتي رفعت معاناتهم للحد الاقصى ، والتي مازالت مستمرة حتى الآن .
أشكال التضييق :
- دوريات تفتيش ليلية بعد منتصف الليل : بدأت هذه الدوريات يوم الإثنين وهي مازالت مستمرة حتى يومنا على جميع المباني .
التفاصيل : الأمر بدأ عندما اقتحم الضباط برفقة الحراس ليل الاثنين الزنزانة تلو الأخرى. في أحد المباني ، تم ايقاظ السجناء بالصراخ والدفع بالقوة وتوجيه الاهانات والسباب ، ثم قاموا بتفتيش كامل للسجناء وصادروا ما يخصهم من ملابس وثياب . تركوا لكل سجين بدلين من الثياب الداخلية فقط، وبدلا واحدا من الملابس الخارجية غير لباس السجن . كما تم مصادرة أدوات التنظيف الشخصية كالشامبو والصابون أيضا والأغراض الخاصة من أقلام ودفاتر وغيرها .
في ظل هذا التصعيد، اعترض أحدهم على طريقة الدفع والصراخ والشتم الذي انهالوا به عليه وعلى رفاقه من دون أي مبرر، فضلا عن سلبهم أغراضهم الشخصية، فلم يكن من الضابط الا أن أمر باعتقاله ومعاقبته بالسجن الانفرادي . تم سجنه هناك 5 أيام على الاقل .
وفي حين تساءل آخرون من السجناء أمام الضابط المشرف عن سبب مصادرة الملابس والأغراض الشخصية ، وشرحوا له بأنهم قاموا بشرائها لتوهم من المقصف ودفعوا ثمنها أموال كثيرة وقد سمح لهم بذلك حينها . فرد عليهم الضابط : “هذه مشكلتكم ما كان عليكم شراؤها ؟!! “
أبرز الأسماء الذين قادوا عمليات التفتيش ومصادرة الثياب : الشرطي رضوان (صار معروفا ببطشه للسجناء) وسيف الدين وصلاح وفتح وعادل وهم جميعا من الجنسية اليمنية ، وآخر لم نتأكد من جنسيته ويطلق عليه اسم راشد .
- فضلا عن التفتيش ومصادرة الملابس : تم حرمان المعتقلين في احدى الغرف في مبنى العزل من الاتصال لمدة 10 أيام . كما أنهم محرومون للآن من الخروج من الزنزانة الى الباحة الا لمدة 5 دقائق فقط .
- تقديم الأطعمة الفاسدة مع تدني مستوى النظافة في اعداد الأطعمة :
ارتفعت نسب المصابين بالتسمم الغذائي وحالات التقيؤ والاسهال بين السجناء . وقد لاحظ السجناء أن البقول التي تقدم ( وجبات السجناء هي من البقول عادة ) هي من النوع الفاسد وذي اللون الأسود فضلا عن أنه يتم طهوه من دون أن يغسل ، مما تسبب بالتسمم الغذائي لأكثر من 70بالمئة للسجناء في المباني .
كما أن البقول هي وجبة سبئة لمرضى القولون والمصابين بنقص الخميرة ولكن رغم ذلك بتم احضارها والتركيز عليها في تقديم الوجبات .
- احتجاز المسجونين في مبنى الرموز ( 24 معتقلا ) مع اغلاق الأبواب بشكل كامل لفترات طويلة من دون السماح لهم بالخروج الى الساحة. ويتم احتجاز كل ثلاثة منهم في زنزانة منفصلة وتم وضع سجين هندي ( جنسية آسيوية ) معهم . ويكون هذا السجين محكوم لمدة قصيرة بين 3 الى 6 اشهر . وهذا الاجراء تتبعه ادارة السجن لغاية في نفسها لا يخفى على أحد !! الغرف التي يحتجزون فيها لا يوضع فيها أسرة كافية ، مما يدفع البعض منهم النوم على الأرض .
- قطع المياه بشكل متواصل على الحمامات لفترات طويلة . تقطع المياه لمدة تريد عن 36 ساعة في بعض المباني ، وتدار بعدها لمدة أربع ساعات تكون بشكل متقطع وضخ ضعيف. هذا الأمر بالتوازي مع ما تشهده السجون من اكتظاظ كبير مقابل قلة عدد الحمامات المتوفرة، للجميع أن يتخيل المعاناة الشديدة التي يمرون بها جراء هذا القطع الغير مبرر!! كل ذلك يمنع السجناء من التمتع في حقهم في النظافة الشخصية التي على ادارة السجن الحرص عليها في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الوقت من السنة .
في المقابل ، وفي ظل هذا الارتفاع في درجات الحرارة وفي نسبة الرطوبة ، قامت الادارة بايقاف عمل المكيفات، واغلاق الزنازين بشكل مطول خلال اليوم مما تسبب بانتشار الأمراض الجلدية والمعدية بينهم بشكل مخيف .
- المعتقلين في مبنى العزل (1) المحكومون بالاعدام . تعرضوا لنفس المضايقات من مصادرة الملابس والأغراض الشخصية من أقلام ودفاتر كانوا قد قاموا بشرائها من المقصف ، فضلا عن ذلك يتم اخراجهم في منتصف النهار وفي أكثر الأوقات حرارة الى الساحة الخارجية للسجن لمدة ساعة من دون السماح لهم بلبس القبعات .( علما أن لباس السجن لديها قبعة ) .
تدين ADHRB التضييق وسوء المعاملة الممنهجة والغير مبررة التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون ومعتقلوا الرأي في أماكن الاحتجاز في سجن جو والحوض. إن كل التضييق الذي أشرنا له خلال هذا التقرير يتعارض بشكل كبير مع الشرعة الدولية والمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي نصّت على المبادئ الأساسية لحفظ كرامة الإنسان وحقوقه، ومع المبادئ الأساسية والقواعد النموذجية لمعاملة السجناء والمحتجزين، ومنها القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء 1955( قواعد نيلسون مانديال) والمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء 1990 والقواعد النموذجية الدنيا لإدارة العدالة الجنائية الخاصة بالأحداث عام 1985.
و نطالب السلطات البحرينية ولا سيما السلطات القضائية التي يحملها الدستورالبحريني المسؤولية القانونية في الاشراف على السجون بشكل أساسي ومراقبة أوضاعها ، وكذلك مفوضية السحناء والمحتجزين المخولة وفق القانون مراقبة السجون وأوضاع السجناء، أن تتحرك لوقف هذه الانتهاكات والمضايقات ومحاسبة المسؤولين عن ذلك من دون أي تأخير .