الدكتور ناصر بن غيث أستاذ الاقتصاد البارز والمدافع عن حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة. اعتقل في 18 أغسطس 2015، من دون توجيه أي تهمةٍ إليه واحتجز في مكانٍ مجهول لمدة 100 يوم.
استهدفت السلطات الاماراتية الدكتور بن غيث أول مرة في أبريل 2011، بالاضافة إلى 4 نشطاء آخرين طالبوا باصلاحات ديمقراطية وسياسية في الإمارات.
وعرفت قضيتهم باسم الرجال الخمسة، وقد وجهت لهم تهمة الإهانة العلنية لقيادة البلاد وتهديد الأمن القومي. وفي 27 نوفمبر 2011 حكمت المحكمة الإتحادية العليا على الرجال الخمسة بالحبس ما بين سنتين وثلاث سنوات.
وعلى الرغم من أن عاهل الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان قد اصدر عفواً على الناشط بن غيث والمتهمين الاخرين في اليوم التالي، الا أنها كانت محاكمة قاتمة لا ينبغي أن تكون من الاساس.
الدكتور بن غيث أطلق عليها (اللحظة الحزينة للوطن التي أسست لدولة بوليسية شوهت صورة دولة الإمارات إلى الأبد).
كان تقدير بن غيث في مكانه ففي مارس 2012، بدأت الحكومة حملة اعتقالات جماعية في صفوف الموقعين على عريضة تطالب بالإصلاحات السياسية.
وفي 2 يوليو 2013 أدانت محاكم الإمارات 69 ناشطاً من أصل 94 معتقلاً بتهمٍ تتعلق بحرية الرأي والتعبير، وهذا ما وصفته هيومن رايتس ووتش بالمحاكمة غير العادلة تماماً.
استطاع الدكتور بن غيث تجنب حملات الاعتقال في البلاد حتى هذا العام 2015، عندما دخلت مجموعة من رجال الامن يرتدون ملابس مدنية إلى منزله وفتشته وأقتادت بن غيث إلى مكانٍ مجهول داخل مباني الاجهزة الامنية.
ويعتقد المراقبون أن اعتقال بن غيث الأخير قد يكون مرتبط بسلسلة من التغريدات التي نشرها قبل أيام من اعتقاله، والذي انتقد فيها الحكومة المصرية في الذكرى الثانية لمجزرة رابعة العدوية في 2013.
وفقا لنشطاء إماراتيين فأن الدكتور بن غيث أنضم إلى قافلة كبيرة ربما تضم المئات من الإماراتيين المخفيين في السجون، والذي يثير غيابهم قلقاً بالغاً، وما يؤكد ممارسات الحكومة في تجريم النشطاء خارج نطاق القضاء. استمرار رفض السلطات الإماراتية الكشف عن مكان الدكتور بن غيث أو حتى الاعتراف باعتقاله، يعتبر انتهاكاً صارخاً لحريته وهذا ما يدرج ضمن الاعتقالات التعسفية، وقد يضعه في خطر وشيك خاصة ومن سوء المعاملة أو التعذيب.
قبل أن تبدء الإمارات في إصلاح التشريعات المتعلقة بجرائم الإرهاب والانترنت والنشر، يجب أن تلتزم الإمارات بسيادة القانون بصورة عامة، ويجب الإفراج عن الدكتور ناصر بن غيث وتكشف عن مكان وجود كل المخفيين قسراً على يد قوات أمن الدولة.
سام جونز متدرب في منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين