سيد كاظم علي عباس هو نجار يبلغ من العمر 23 عاماً، يتعرض للاحتجاز التعسفي والتعذيب والحرمان من الرعاية الصحية الملائمة والضرورية في سجن جو في البحرين.
في 30 يونيو 2015، قام ضباط من مركز شرطة القضيبية باعتقال سيد كاظم في مطار البحرين الدولي عندما كان في طريقه إلى الكويت. كما قام هؤلاء الضباط بمداهمة منزل سيد كاظم دون مذكرة تفتيش بينما كانوا مسلحين ويرتدون ملابس مدنية. لم تكن هناك أي علامات على أي شارة رسمية على ملابسهم أو سياراتهم. عندما تم القبض عليه، لم يقم الضباط بإبلاغ سيد كاظم بالتهم الموجهة إليه.
بعد اعتقاله، سأله ضابط عن هاتفه. أخبره سيد أنه كان في منزله القديم، وعندما وصل، سأل الضابط سيد مرة أخرى عن الهاتف. أخبر سيد الضابط أنه لا يعرف. قام الضابط بدفع سيد على الأرض وركله. أصابت إحدى الركلات أذن سيد كاظم ، مما تسبب في إصابة خطيرة. بعد هذه الحادثة، ادّعى الضابط أن سيد كاظم قد اعتدى عليه وهاجمه. ثم تعرض سيد للضرب المبرح على جسده ووجهه على يد ضابط شرطة في مركز شرطة القضيبية.
تم إرسال سيد كاظم إلى طبيب في مستشفى السلمانية، حيث كتب الطبيب تقريرًا عن إصابة أذنه. ورغم ذلك، لم تقدم السلطات هذا التقرير للأطراف المعنية كعائلته.
تم اتهام سيد كاظم في قضيتين منفصلتين: (1) تجمع غير قانوني وأعمال شغب واعتداء على مخفر شرطة الخميس؛ و (2) الاعتداء على ضابط أمن بعد الاعتقال. في 9 فبراير 2016، حُكم على سيد كاظم بالسجن لمدة 10 سنوات في القضية الأولى، وتم تخفيض الحكم لاحقاً إلى خمس سنوات بعد الاستئناف في 25 أكتوبر 2016. وقد تم تقديم استئناف آخر في 16 يونيو 2018، حيث تم تأييد الحكم بالسجن لمدة خمس سنوات. وعلق القاضي القضية الثانية إلى أن يتم البت في القضية الأولى، وسوف يتم البت فيها في 27 يونيو 2018.
في 6 مارس 2017، قدمت عائلة سيد كاظم شكوى إلى أمين المظالم بوزارة الداخلية، المكلف بالتحقيق في مخالفات الشرطة. وعلى الرغم من توثيق الطبيب لإصابة سيد كاظم ، أفاد أمين المظالم أن موظفي وزارة الداخلية لم يرتكبوا أي انتهاكات في القضية.
يقضي سيد كاظم حاليًا عقوبته في سجن جو، حيث تستمر حالته الصحية في التدهور بسبب الظروف المعيشية السيئة في المنشأة. تم عزل سيد كاظم وسجناء آخرون في المبنى 4 من العالم الخارجي لمدة 23 ساعة في اليوم، حيث يُسمح لهم بالخروج لمدة ساعة واحدة فقط. بالإضافة إلى المعاملة السيئة، مُنع سيد أيضاً من الاتصال بمحاميه. وقد قام المسؤولون في مكتب النيابة العامة بمنع المحامي من مقابلته، وذكروا أنه لا يوجد معتقل يحمل اسم سيد في المنشأة على الرغم من معرفتهم بوجود سيد في المبنى.
يعاني سيد كاظم حاليا ، أثناء وجوده في سجن جو، من انتفاخ غير طبيعي في أنفه ووجهه وصداع شديد، وعدم القدرة على الوقوف وعدم القدرة على تحمل أي نوع من الروائح، حيث أن ذلك يسبب له الغثيان والدوخة. وفي نهاية المطاف، نُقل سيد إلى عيادة شرطة القلعة، وهي مجهزة بشكل أفضل من عيادة جو وتُستخدم أصلاً لمعالجة موظفي وزارة الداخلية. وقد أجرت العيادة أشعة سينية على أنف سيد، ولكن الأشعة السينية لم تظهر أي علامات على وجود عظم مكسور. ثم أُعيد سيد كاظم إلى السجن دون تلقي أي علاج. وقد ذكر أنه لا يستطيع أن يأكل وأنه يتقيأ باستمرار ويعاني من ألم في معدته وظهره وأنفه. خسر حوالي ربع وزنه في شهر مايو 2018.
تم عرض سيد كاظم للمرة الثانية على عيادة شرطة القلعة في 27 مايو 2018 ، حيث تم نقله في النهاية إلى قسم أمراض الأمعاء. تم تشخيصه فقط للقيء المستمر وتم تجاهل بقية إصاباته. عندما ذهب سيد كاظم إلى العيادة، سخر الطبيب منه وتركه في العيادة من الساعة الخامسة إلى الساعة الحادية عشرة مساءً دون علاج. استخدم الأطباء المسكنات وقطرات الحقن الوريدي لعلاج أعراضه، لكن أفاد سيد كاظم بأن هذه الأدوية قد بدأت تصيبه بالهلوسة. لا يزال سيد كاظم يظهر علامات ضعف الذاكرة، ونقص في التركيز كما أنه غير قادر على قراءة أي شيء يبعد عنه أكثر من متر واحد.
في مايو 2018، قدمت عائلة سيد شكوى أخرى إلى أمين المظالم في وزارة الداخلية بسبب الإستمرار في معاملته السيئة وحرمانه من العلاج المناسب، بما في ذلك توفير مسكنات الألم وحدها.
إن أفعال البحرين ضد سيد تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المواد 7 و 9 و 14)، و الاتفاقية الدولية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادة 12). إن البحرين طرف في كل من هذه المعاهدات.
تدعو منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) البحرين إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بإلغاء إدانة سيد كاظم وضمان أن أي محاكمة لاحقة تتفق مع الإجراءات القانونية الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة. نحث السلطات على التحقيق في مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة من قبل مسؤولي السجون ومحاسبة هؤلاء المسؤولين. كما ندعو السلطات إلى توفير العلاج الطبي الكافي لسيد وإبقاء أسرته على علم بحالة شكاويهم.