17 سبتمبر 2015 – جنيف سويسرا – استضافت منظمة أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) ندوة تسلط الضوء على التعذيب الممنهج الذي تمارسه السلطات السعودية في السجون.
وأقيمت الندوة على هامش الدورة الـ30 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف بمشاركة (CIVICUS) والمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومؤشر على الرقابة (ALQST) والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH) ومنظمة العفو الدولية ومنظمة القلم الإنجليزي والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT) ومعهد البحرين للحقوق والديمقراطية (BIRD).
وقد افتتح الامين العام للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب جيرالد ستابروك الجلسة بالشكر للمنظمين لاستضافة “الحدث الاول” حول التعذيب في المملكة العربية السعودية.
وشارك اريك ايكنبيري كممثل عن (ADHRB) بقوله انه “في عام 1997 وافقت السعودية على اتفاقية مناهضة التعذيب إلا أن الحكومة تأخرت في تقديم التقارير إلى هيئات المعاهدات مرارا وتكرارا.
وأضاف ايكنبيري ” أن المعاملة القاسية والمهينة في السعودية
تصيب النساء والأطفال وحتى العمال المهاجرين، وكل ذلك تحت غطاء القانون المبهم”.
وتابع ايكنبيري لقد فشلت الحكومة السعودية تماما في احترام المعاهدة التي انضمت إليها”، وخلص ايكنبيري”، مؤكدا “ان غياب الضغط الدولي يخدم استمرارية السعودية في تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس وراء الأبواب المغلقة”.
من جهتها قالت زينة آل عيسى الباحثة في مجال حقوق الانسان في المنظمة الاوروبية السعودية لحقوق الانسان ” إن التقارير الأخيرة المتعلقة بالتعذيب وسوء المعاملة في السعودية أصبحت واضحة جداً، رغم ذلك لا تزال حكومة السعودية تستخدم ذريعة الإرهاب لارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان ضد النشطاء والسياسيين وغيرهم”.
ولفتت آل عيسى “إلى ان التعذيب يتركز بشكل أكبر ضد أهالي المنطقة الشرقية التي شهدت احتجاجات واسعة في عام 2011، وسجلت الكثير من حالات التعذيب في نقاط الاحتجاز المؤقت، فضلا عن انتزاع الاعترافات تحت التعذيب والتي تستخدم للحصول على حكم الاعدام”.
واضافت ” غالباً ما يمارس التعذيب ضد الاطفال ما دون السن القانوني، وخير مثال على ذلك قضية علي النمر الذي انتزعت اعترافاته عن طريق التعذيب، واحيل بعد ذلك الى محكمة الإرهاب وهو في سن 17، و لم يتمكن من التواصل مع محاميه، وحكم عليه بالإعدام”.
وانضم الى الندوة عبر خدمة السكايب الناشط يحيى عسيري ممثل عن منظمة القسط لحقوق الانسان، الذي أكد بان كثير من الناس يرفضون الحديث عن تصرفات السلطة السعودية خوفاً على حياتهم.
وأشار عسيري الى احد المدافعين عن حقوق الانسان الذي تعرض للضرب بواسطة الأسلاك النحاسية حتى انهار جسده على الأرض. ومن ثم تم تعليقه في السقف، و تم تجريده من ملابسه وراح احد الضباط يطفي اعقاب السجائر في جسده، وعندما ذهب الناشط ليشتكي عند وزارة الداخلية، قيل له إن وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف قد أمر شخصيا بتعذيبه”.
من جهته قال سافيج كشيشيان متخصص في الشأن السعودي في منظمة العفو الدولية ” إن السعودية تسيء استخدام عقوبة الإعدام، وان كل احكام الاعدام التي رصدناها تقريبا مرت بمحاكمة تخلو من معايير العدالة، فالاعترافات تنتزع عن طريق التعذيب بشكل منهجي، وغالبا ما يكون هو الاعتراف الوحيد الذي تعتمده المحكمة”، مؤكداً “أن المهاجرين والعمالة المنزلية هم اكثر الضحايا لمثل هذه المحاكمات”.
وأضاف السيد كشيشيان أن القانون في كثير من الأحيان يسهل حصول التعذيب، بل ان القضاء لا يمكنه ان يوقف عمليات التعذيب فضلا عن عدم وجود رادع للمعذبين او عقاب، لذلك نرى بأن التعذيب هو اخطر الانتهاكات التي تمارس في السعودية”.
ومن جهته تحدث رئيس المنظمة الاوروبية السعودية لحقوق الانسان علي الدبيسي عن تجربته الشخصية في المعتقل السعودي، وقال في عام 2011 تم اعتقالي للمرة الاولى حيث تم تكبيل يدي وتعرضت الى معاملة مهينة، ومن ثم وضعوني في زنزانة مظلمة في الحبس الانفرادي لمدة سبعة أيام، بعد ذلك عرضت على جهاز المخابرات السعودية، حيث تعرضت للكثير من أنواع العنف والتعذيب كالضرب والصفع والركل والضرب بالخراطيم في كل انحاء جسدي والوقوف لساعات طويلة معصوب العينين ومنعي من تلقي العلاج الطبي وزيادة درجة الحرارة في الزنزانة”، مؤكداً ان ما تعرض له هو نوع من اننواع التعذيب في المملكة العربية السعودية”.