أرسلت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) في 6 أبريل 2018 – رسالتين إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قبل زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس في 9 – 10 أبريل. وفي كلا الرسالتين، حثت المنظمة الرئيس ماكرون ووزير الخارجية لو دريان على التعبيرعن المخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وطرح موضوع حقوق الإنسان في أي مناقشات اقتصادية وأمنية.
أتت زيارة محمد بن سلمان إلى باريس بعد سلسلة زيارات الى كل من لندن والولايات المتحدة، نيويورك، العاصمة واشنطن، وسليكون فالي. بعد زيارته باريس، سوف يزور ولي العهد، مدريد في ما وصفته وسائل الإعلام بـ “سحر الدبلوماسية العالمية الهجومية”. وخلال زيارته للمملكة المتحدة والولايات المتحدة، تحدث بن سلمان عن العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، رؤية المملكة 2030 للتنمية المستدامة والأمن ومكافحة الإرهاب، ودور الدين في المجتمع السعودي، والصفقات التجارية، والنمو الاقتصادي والتنمية.
تعبّرالمنظمة ADHRB في الرسالتين عن قلقها من أن زيارة بن سلمان إلى باريس وغيرها من العواصم الغربية ذات النفوذ هي محاولة لتضليل انتهاكات المملكة العربية السعودية لحقوق الإنسان. وبينما أشرف بن سلمان على العديد من التطورات في مجال حقوق المرأة، بالتّركيز على زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة والذي يصب في هدف رؤية 2030، فإن الزّيادة المتصوَّرة، من 22 إلى 30 في المائة، بالكاد تعتبر سبباً للاحتفال. كما أن قرارات السماح للنساء بدخول ثلاثة ملاعب رياضية ودراسة في الجامعات حسمت الحواجز الهيكلية التي تواجهها النساء السعوديات كل يوم بسبب استمرار عمل نظام الوصاية المنتشر. بشكل أساسي، ما دام نظام الوصاية قائماً، ستواجه المرأة السعودية عدم مساواة مستمرة بين الجنسين.
تثير المنظمة ايضاً المخاوف من أن مناقشات محمد بن سلمان للأمن وتركيزه على مكافحة الإرهاب تعمل على صرف الانتباه عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية. على سبيل المثال، ابتداءً من عام 2011، استخدمت المملكة تشريعاتها ومحاكمها لاضطهاد وسجن المدافعين عن حقوق الإنسان والنّاشطين السلميّين، حيث شملت أعضاء من الأقلية المسلمة الشيعية في المملكة. تحت غطاء مكافحة الإرهاب، قام بن سلمان بسجن العشرات من المعارضين السلميين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك أعضاء الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية، كما ازداد عدد المسلمين الشيعة المعرّضين لخطرالإعدام بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات السّلمية. علاوة على ذلك، تٌعرب المنظمة ADHRB، خلال مناقشة أهمية مكافحة الإرهاب والأمن الإقليمي، عن مخاوفها من أن بن سلمان يحاول تحسين صورة دور المملكة في الحرب في اليمن والكارثة الإنسانية التي صنعها الإنسان.
قال حسين عبد الله ، المدير التنفيذي لـمنظمة ADHRB، معلقاً: “لطالما طالبت فرنسا بدعم حقوق الإنسان ومبادئ الحرية الإخاء والمساواة. زيارة محمد بن سلمان لباريس والاجتماع مع الرئيس الفرنسي ماكرون، فرصة لفرنسا لإظهار التزامها بهذه المبادئ. خلال اجتماعهم يجب على الرئيس ماكرون أن يوضح لسلمان أنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاحات اقتصادية مستدامة أو نمو من غيرإصلاحاتٍ في حقوق الإنسان، ولا يمكن أن يكون هناك استقرار دائم – محلّي أو إقليمي – طالما أن الحكومة السعودية تنتهك حقوق مواطنيها في حرية التعبير وابداء الرأي والتجمع وتكوين الجمعيات والدين والمعتقد والصحافة. إذا أراد محمد بن سلمان الظهور كمصلح، فعليه أولاً إجراء إصلاحات في مجال حقوق الإنسان، وإقرار وتنفيذ القوانين التي تحمي وتعزّز الحرّيات السياسية والمدنية “.
تدعو المنظمة ADHRBكل من الرئيس ماكرون ووزير الخارجية لو دريانك، إلى إثارة القلق بشأن حقوق الإنسان في لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. كما تحث الرئيس ماكرون ووزير الخارجية لو دريان على دعوة بن سلمان لإدراج مبادئ حقوق الإنسان الدولية والحماية في جداول الأعمال الاقتصادية والإنمائية والأمنية في المملكة. لن تكون المملكة العربية السعودية قادرة على تحسين اقتصادها بشكل فعال ما لم تقم بإصلاحات تعزز الحريات الأساسية. ولن تكون قادرة على ضمان الاستقرار دون دمج احترام حقوق الإنسان.