قامت السلطات البحرينية باعتقال هاني وابنه حسين مرهون تعسفاً في مدة لا تتجاوز أربعة سنين. كان حسين في السادسة عشرة من عمره حين اُلقي القبضُ عليه، والذي جاء بعد أربع سنوات من احتجاز والده. وقد تعرض كل من الأب والابن للتعذيب أثناء الاستجواب ولا يزالان يتعرضان لسوء المعاملة خلال احتجازهما من قبل الحكومة. ويقضي هاني، البالغ من العمر 45 عاماً، حالياً حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً في سجن جو، بينما لا يزال حسين في مركز احتجاز الحوض الجاف، المكان الذي يسجن فيه الأحداث.
اقتحم ضباط مقنعون يرتدون ملابس مدنية منزل هاني في حوالي الساعة 1:00 من صباح يوم 18 نوفمبر 2013، وقاموا باعتقاله دون أمر للاعتقال. ثم اقتادوه إلى مديرية التحقيقات الجنائية التابعة لوزارة الداخلية لاستجوابهم. وأثناء هذا التحقيق، أخضع ضبّاط إدارة البحث الجنائي هاني لأشكال مختلفة من التّعذيب من أجل إجباره على الاعتراف. وهذا يشمل التهديد بالاعتداء جنسياً على زوجته في حضوره.
أدين هاني بتهمة إنشاء خلية إرهابية وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة في 28 أبريل 2015كما تم تجريده من جنسيته. واصلت السلطات في سجن جو إخضاعه للتعذيب وسوء معاملته. فضلاً عن قيامهم بمصادرة العكازات التي استخدمها هاني بسبب جراحة سابقة في ساقه، قاموا بوضعه ايضاً في السجن الانفرادي من دون مبرر، وحرموه من القيام بواجب الصلاة لمدة يومين، كذلك من الاتصال بأسرته، وقاموا بإلغاء الزيارة التي كان من المقرر إجراؤها في البداية في 7 يناير 2018.
أتت السلطات لاعتقال ابن هاني البالغ من العمر 16 عاماً، في حوالي الساعة 4:00 من صباح يوم 20 فبراير2017. وداهمت قوات الأمن منزل العائلة مرة أخرى دون أمر اعتقال. حيث قاموا بضرب حسين، وضعوا مسدسًا على رأسه، وهددوه بالقتل. أخذه إلى مركز شرطة المعارض في شرق المنامة، حيث واصلوا ضربه، ولكموه في الرأس والوجه. كما ألقوا عليه الماء البارد في ليلة انخفضت فيها درجة الحرارة إلى 10.5 درجة مئوية.
قام الضباط بضرب حسين خلال استجوابه اللاحق في جميع أنحاء جسمه، مع تركيز الضربات على رأسه ووجهه. كما قاموا بإغراقه في الماء الساخن وهددوه بالاعتداء عليه وبإلحاق الضرر بأسرته. نُقل حسين مؤقتاً إلى سجن جو، حيث استمر التعذيب. قام الضباط بتعليق حسين من ذراعيه وساقيه في السجن عينه، كما قامت مجموعة من أفراد الأمن بضربه وركله بشكل متكرر، غير آبهين للدم الذي ينساب من أنفه. طوال التعذيب، طلب المحققون ان يوقّع حسين على اعترافٍ يزعم أن هناك أسلحة نارية وقنابل يدوية في منزله.
اتُهم حسين بالمشاركة في مظاهرة في 15 فبراير 2017، مما تسبب في اضطراب عام، وإحراق إطارات، وأعمال شغب، وحيازة قنابل مولوتوف، وأسلحة نارية وقنابل يدوية. وقد أدانت المحكمة الجنائية الأولى الصغرة حسين بتهم متعددة، وحُكم عليه بالبقاء في السجن حتى أغسطس 2019. ويبقى حسين في مركز احتجاز الحوض الجاف، حيث لا يزال الضباط يقومون بضربه بشكلٍ يومي. يعاني حسين من ألم حاد في الظهر بسبب التعذيب، كما يعاني من انخفاض في ضغط الدم.
تنتهك تصرفات البحرين، ضد هاني وحسين، القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادة 9 من حق التحرر من الاعتقال التعسفي)، والعهد الدولي بشأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادة 12 من الحق في الصحة). وتدعو منظمة اميريكيون من اجل الديمقراطية وحقوق الانسان في البحرين ADHRB، المملكة البحرينية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان من خلال إلغاء إدانة هاني ونجله حسين وضمان أن تكون أي محاكمات لاحقة متوافقة مع الإجراءات القانونية الواجبة وحقوق المحاكمة العادلة. كما نحث السلطات على التحقيق في مزاعم التعذيب والمعاملة السيئة من قبل مسؤولي السجون في كلتا الحالتين، لمحاسبة المسؤولين، وتقديم الرّعاية الصحية اللاّزمة لهاني، حسين، وجميع الأفراد المحتجزين في البحرين.