توفي المعتقل وأحد ضحايا استخدام الشرطة المفرط للقوة في عام 2012، محمد سهوان مساء الخميس في 16 مارس 2017، إثرتوقف قلبه بشكل مفاجئ في سجن البحرين “جو”، وهو أول معتقل سياسي يفقد حياته في سجن جو منذ عام 2011. في اليوم التالي شارك الآلاف في تشييع جنازة سهوان في منطقة السنابس وتعرضوا لاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة . وقد أدانت “منظمة أمريكيون من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان في البحرين “ADHRB إلى جانب كل من مركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR) ومعهد البحرين لحقوق الإنسان(BIRD) ومركزالأوروبي للديموقراطية وحقوق الإنسان (ECDHR) بشدة، سوء معاملة حكومة البحرين للمعتقل محمد سهوان كما أدانت هجماتها على جنازته .
كان سهوان قد أصيب سابقًا في أبريل 2011 ، بعد ان أعلن الملك حالة السلامة الوطنية وسمح لقوات الأمن بقمع التظاهرات والاحتجاجات التي تزامنت مع الربيع العربي . أصيب سهوان في الظهر والساقين والرأس برصاص الشوزن وشظاياه التي أطلقتها الشرطة من أسلحة فتّاكة . لم يُعالج سهوان أبدًا من إصابته ب80 شظية أصابت رأسه . وكانت عائلته قد ذكرت للصحافة المحلية في العام 2012 أن حياة ابنها كانت في خطر نتيجة حرمانه للرعاية الطبية ، ولم يتمكن من تلقي العلاج الكامل لهذه الإصابات، على الرغم من التقدم بعدة طلبات وذلك وفقًا لمركز البحرين لحقوق الإنسان (BCHR) . وفي يوم 16 مارس 2017 أفادت تقارير أن سهوان انهار وتوفي بعد تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة .
في مايو 2012 حكمت المحكمة البحرينية على سهوان بالسجن ل 15عامًا بموجب قانون مكافحة الإرهاب . أفاد مركز البحرين أن سهوان اعتقل في العام 2012 وتعرض للتعذيب وأجبر على الاعتراف بجرائم مختلفة . وكان سهوان قد أخبر محاميه أن ضابط في الشرطة قال له : “نحن فحصناك بالمشفى ونرى في رأسك أكثر من 50 رصاصة شوزن وكلها في الجانب الأيمن، سأضربك بكل أداة على رأسك من الجانب الأيسرحتى ترى الشوزن يخرج من الجانب الأيسر ويتناثر من رأسك الدم، إلا إذا وقّعت على إفادة الإعتراف “.
وفي 17 مارس، اليوم التالي من وفاة محمد سهوان، شيّع آلاف المواطنين جنازته في مسقط رأسه في السنابس، وانطلقوا في تظاهرة ردد فيها المشاركون هتافات ضد الوضع السياسي والحقوقي القائم في البلاد. قوات الأمن ردّت باستخدام القوة المفرطة وإطلاق الغاز المسيل للدموع ضد المشيعين والمتظاهرين . أصيب متظاهر واحد على الأقل بسبب إصابته بشظية الشوزن ولازالت في عينه .
علّق سيد أحمد الوادعي مدير الدعوة في معهد البحرين للحقوق والديموقراطية(BIRD) على كلتا حادثتي وفاة سهوان وتعرض جنازته للقمع قائلاً: نحن نشعر بالحزن بسبب وفاة محمد سهوان، الذي لم يحصل على حقه في الحياة بشكل عادل بسبب العنف الذي تعرض له من الشرطة ، وإنه لأمر شائن أن تتعرض جنازته للقوة المفرطة مرة أخرى اليوم. لم يجر أي تحقيق مستقل في أي وقت مضى حول إساءة معاملته. يجب السماح لمقرر الأمم المتحدة الخاصلمكافحة الإرهاب المعني بالتعذيب الدخول إلى البحرين وإجراء تحقيق نزيه في معاملة المعتقلين “.
وقال حسين عبدالله المدير التنفيذي لADHRB : “لقد استخدمت البحرين ولفترة طويلة القوة والإكراه في انتزاع الاعترافات كما استخدمت بشكل واسع تشريعات مكافحة الإرهاب في الاعتقال التعسفي ضد مواطنيها ، وإنه لأمر مقلق للغاية أن نرى أن سجينًا آخر قد مات الآن داخل سجن جو” ، وأضاف عبدالله “السلطات البحرينية الآن تتجرأ أكثر فأكثر بسبب علاقاتها مع واشنطن ولندن ، خاصة بعد انتخاب كل من ترامب وبريكست ، وهاجمت الجنائز والمحتجين مع إفلات من العقاب “. وطالب بأن” يكون هناك عواقب لتصرفات الحكومة من قبل المجتمع الدولي”.
على الرغم من أن محمد سهوان هو أول معتقل سياسي يقضي في سجن جو ، فإنه في عام 2014 توفي حسن الشيخ السجين بتهمة جرائم متعلقة بالمخدرات ، بعد تعرّضه للتعذيب من قبل قوات الأمن وتُرك ليوم وليلة كاملة داخل الحجز الإنفرادي . وفي العام 2016 توفي حسن الحايكي السجين في مركز الإحتجاز في منطقة الحوض الجاف ، وسط مزاعم ذات مصداقية بتعرضه للتعذيب . من جهتها كانت منظمة ADHRB إلى جانب (BIRD) ومركز البحرين (BCHR) قد دعت إلى إجراء تحقيق مستقل عند وفاته، وعلى إثرذلك أطلقت وحدة التحقيق الخاصة الحكومة تحقيقا، ولكن بعد تسعة أيام فقط أعلنت أنه ليس هناك أي شكوك حول حصول انتهاكات. وبعد مرور أربعة أيام، اتهمت السلطات محامي آل الحايكي بـ “نشر المعلومات الكاذبة علنًا بقصد التأثير على السلطة القضائية المسؤولة عن الحالة” بعد ان زعم عدم موافقته على النتائج التي توصلت إليها وحدة التحقيق الخاصة ، وقالت صحيفة محلية” أن هناك إصابات و كدمات على جسد المتوفى التي أثبتت بما لا يدع أي شك في وجود اشتباه جنائي “.
وبموت محمد سهوان تكون البحرين قد انتهكت حقه في الحرية (المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والما\ة 9من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسيةICCPR )، والحق في عدم التعرض للتعذيب (المادة 5 من الإعلان العالمي والمادة 7 من العهد الدولي ICCPR) والحق في محاكمة عادلة (المادة 11 من الإعلان العالمي والمادة 14 العهد الدولي ICCPR)>
وفي الختام ، دانت المنظمات أعلاه الاعتقال التعسفي والتعذيب التي مارسته حكومة البحرين ضد محمد سهوان، كما دانت إنكار السلطات حقه الثابت في الحصول على الرعاية الطبية ، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط للقوة ضد جنازة محمد سهوان يوم التشييع . وأخيرا، دعت المنظمات إلى إطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين بصورة تعسفية، وأدينوا ظلما في البحرين، ولإعاقة وصول الرعاية الصحية لجميع السجناء.