قضية وفاة الشاب حسن الحايكي والظروف المحيطة بها، تذكير بحالات التعذيب العديدة على يد قوات الأمن البحرينية والتي فضت إلى الموت. بينما حيثيات وتفاصيل قضية حسن الحايكي لا تزال غير واضحة وحتماً تحتاج للمزيد من التحقيق المستقل والمحايد، ولكن هناك حالات موثقة تأكد وقوع فعل التعذيب الشديد من قبل أفراد الأمن.
حسن الحايكي: اعتقل في تاريخ 5 يوليو 2016، سمحت السلطات لعائلته بمقابلته مرة واحدة فقط قبل تلقيها نبأ وفاته. أخبر عائلته في الزيارة أنه تعرض للتعذيب خلال التحقيقات، وذلك بالضرب بقوة على الرأس والأماكن الحساسة، والتعليق بالسلاسل. أخذ للنيابة العامة مرتين، رفض الاعتراف في المرة الأولى فأخذ للتحقيقات مرة أخرى حيث تعرض للمزيد من التعذيب، في النيابة تعرض للتهديد وأجبر على الاعتراف. لم يسمح له بالالتقاء بمحاميه. قالت وزارة الداخلية أن الوفاة طبيعية. قدم أهل الحايكي شكوى لدى مركز الشرطة بوجود شبه جنائية وطالبوا بفتح تحقيق.
في 2011، وثقت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق خمسة حالات وفاة بسبب التعذيب.
حسن جاسم مكي: في 28 مارس 2011، تم اعتقال مكي وعلمت عائلته بوفاته في 3 أبريل 2011 من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. كانت علامات التعذيب واضحة على جسده، بالإضافة لإصابة على الرأس. أكد الشهود أنه وضع في غرفة باردة جداً لفترة طويلة على الرغم من أنه يعاني من مرض السكلر، مما أدى لتدهور حالته الصحية. خلصت اللجنة إلى أن وفاة مكي كانت بسبب التعذيب. بالرغم من ادعاء السلطات أن سبب الوفاة، إهمال طبي.
علي صقر: سلم صقر نفسه للسلطات في تاريخ 5 أبريل 2011 بعد المداهمات المتكررة لمنزله. أعلن عن وفاته في تاريخ 9 أبريل بعد أيام من اعتقاله. وفقاً للسلطات فإن وفاته كانت بسبب التعرض لصدمة نقـص حجم الدم والتي ترجع إلى التعرض للعديد من الكدمات والصدمات. وأكد تقرير الطبيب وجود كدمات حمراء داكنة في جميع أنحاء جسده، في الغالب على ظهر اليدين وحول العين، وعلامات حمراء حول معصمه من تكبيل يديه. أكدت لجنة تقصي الحقائق أن وفاة علي كانت بسبب “التعذيب في مركز الاحتجاز الحوض الجاف”. وبثت اعترافاته على شاشة التلفزيون الوطني في البحرين بعد وفاته. وبالرغم من الأدلة، تمت تبرئة جميع حراس السجن الذين اتهموا بقتل صقر.
زكريا راشد العشيري: اعتقل العشيري في 2 أبريل 2011 خلال مداهمة منزله من قبل القوات. زعم أنه تعرض للتعذيب في إدارة التحقيقات الجنائية. في 9 أبريل، أعلنت وزارة الداخلية على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر وفاته. بحسب الشهود، كان جميع السجناء في الحوض الجاف معصوبي العينين ومكبلي اليدين، عندما بدأ العشيري يهلوس ويطلب من الحراس الخروج، صرخ عليه الحراس، ثم انهالوا عليه بالضرب، حتى سمعوا أحد الحراس الباكستانيين يقول “أنه ميت.” ادعت الداخلية أن سبب الوفاة مرض السكلر الذي كان لا يعاني منه العشيري. أكدت لجنة تقصي الحقائق أن وفاته كانت بسبب التعذيب.
عبدالكريم علي فخراوي: ذهب فخراوي إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن مداهمة منزل أحد أقاربه في اليوم السابق، ثم انقطعت أخباره. استفسرت عائلته لدى مركز الشرطة ولكنهم نفوا علمهم به. في 12 أبريل 2011، تلقى سكرتيرته مكالمة من شخص مجهول للذهاب إلى مستشفى السلمانية. استقبلتهم شرطية أبلغهم انه قد توفي نتيجة للفشل الكلوي، وأنه قد وصل إلى مركز الشرطة في حالة سيئة. ومع ذلك، كان يغطي جسده علامات التعذيب. قال عدة شهود أنهم سمعوه يتعرض للضرب، ثم قال أحدهم “أنت قتلته”. وأكدت لجنة تقصي الحقائق أن فخراوي تعرض للتعذيب حتى الموت.
جابر ابراهيم العليوات: اعتقل العليوات في 30 أبريل 2011 بينما كان في طريقه إلى المخبز. في اليوم التالي، تلقت أسرته اتصالا من مركز شرطة خميس لإحضار بطاقته الشخصية، ولكن لم يسمح لهم برؤيته. بعد 20 يوماً من اعتقاله، سمح لعائلته بأول زيارة. شاهدت عائلته كدمات على وجهه ورأسه، وأنه لم يكن قادراً على تحريك يده اليسرى. وأُبلغت الأسرة أيضاً من قبل معتقلون معه بأن جابر تعرض للتعذيب. يوم 9 يونيو 2011، أخذت السلطات جابر إلى مستشفى السلمانية حيث اتصل بعائلته لأخذه. توفي جابر يوم 12 يونيو 2011، بعد أيام من الإفراج عنه. قالت اللجنة أن العليوات كان موقوفاً في وزارة الداخلية قبل وفاته، ولكن لم تفتح الداخلية أي تحقيق في وفاته.
لم تتوقف حالات القتل بسبب التعذيب عند عام 2011، ولكنها استمرت ولا زالت تتكرر. آخر هذه الحالات كانت للمعتقل حسن الشيخ.
حسن مجيد الشيخ: في نوفمبر 2014، وجد المعتقل الشيخ متوفياً في السجن. كان قبل ذلك في الحبس الانفرادي لحوزته على هاتف محمول. أفاد المعتقلين سماع صرخات من زنزانة الشيخ. أعلن المدير العام للمباحث الجنائية والطب الشرعي وفاة الشيخ وذكروا أنها قد حدثت تحت ظروف مشكوك فيها. زارت عائلة الشيخ المشرحة حيث سمح لهم برؤيته. أكدت عائلته وجود كدمات وجروح في رأسه ووجهه، وكسور في الجمجمة والفك، وقيل أنه عانى من تمزق في كليتيه. حولت السلطات عدة رجال شرطة للمحكمة ولكن تم تبرأت معظمهم وتخفيف الحكم على اثنان.
يجب على حكومة البحرين أخذ إجراءات جدية لوقف ممارسة التعذيب، كما يجب أن تقوم بتحقيق محايد في وفاة حسن الحايكي وآخرين قضوا نحبهم في سجون البحرين، وأيضاً إيجاد ثقافة محاسبة المسؤولين عن التعذيب والقتل بدلاً من تبرأتهم وتخفيف أحكامهم.