المرأة كانت ولازالت من قادة الحركة المطالبة للديمقراطية في البحرين منذ 14 فبراير 2011، في أدوارها المختلفة التي لا تقل أهمية عن دور الرجل – إن لم تفوقها أهمية. تعرضت المرأة بسبب دورها هذا وتأثيرها الفعال للاعتقال والتعذيب والمحاكمات غير العادلة، بالإضافة إلى حرمانها من أطفالها في حالة النساء المعتقلات.
قبل أيام، أعلنت البحرين الإفراج عن الناشطة زينب الخواجة التي اعتقلت بتهم تتعلق بممارستها السلمية لحقها في التعبير والتظاهر – حيث قالت الحكومة أن أسباب الإفراج عنها إنسانية. لنفس هذه الأسباب يجب على البحرين الإفراج عن المعتقلة طيبة درويش.
طيبة هي أم لثلاث أطفال – زينب (11 عاماً) وأحمد (10 أعوام) وفاطمة (8 أعوام) – تعرضوا منذ اعتقال والدتهم للعديد من الإساءات النفسية والمضايقات. في 14 مايو 2015 في الصباح الباكر، داهمت القوات الأمنية منزل طيبة درويش. استيقظت ابنتها الصغرى فاطمة على أصوات المداهمة وخرجت من غرفتها تبحث عن أمها. وجدتها في الطابق السفلي وهي محاطة برجال الأمن. لم تستطع التحرك من مكانها وكانت ترتجف من شدة خوفها من الموقف. ذهبت طيبة إلى غرفة ابنتها زينب لتوقظها ولكن قوات الأمن كانت في غرفة الطفلة قبل تمكنها من ذلك. شهد الأطفال إهانة القوات الأمنية لوالدتهم والإساءات اللفظية وتسبب ذلك اليوم في إيذائهم نفسياً.
في اليوم نفسه، توجهت طيبة لمبنى التحقيقات الجنائية حيث تم التحقيق بشأن إيوائها لمطلوبين. بالرغم من انكارها التهم الموجهة إليها تم اعتقالها وجددت النيابة احتجازها لأكثر من 7 مرات قبل تحويل قضيتها للمحكمة. في 30 مارس 2016، أدانت المحكمة الجنائية طيبة وحكمت عليها بالسجن خمس سنوات. تحتجز طيبة حالياً في سجن النساء في مدينة عيسى. في إحدى الزيارات للسجن، حاولت طيبة عناق أطفالها وتقبيلهم ولكن المسؤولة المتواجدة أثناء الزيارة صرخت في وجهها وأهانتها أمام أطفالها، كما نهرت أطفالها أيضاً، مما أثر سلبياً على طيبة وكذلك أبنائها.
كانت تعاني طيبة من أمراض قبل اعتقالها، تسببت ظروف السجن وحرمانها من العلاج بشكل كافي ودوري، بالإضافة إلى حالتها النفسية، في تدهور حالتها الصحية بحسب طبيبتها المعالجة. أعطتها الطبيبة شهرين للاستجابة للعلاج قبل إجراء عملية لها. حرمت طيبة منذ احتجازها من مواعيدها الطبية والعلاج الذي تحتاج، وبالرغم من مطالبها المتكررة لم تستجب لها إدارة السجن.
كانت طيبة المعيل الرئيسي لأسرتها قبل سجنها وعملها في توصيل الأطفال إلى المدرسة، الذي كان مصدر رزقها. بعد اعتقالها ومصادرة سيارتها، فقدت العائلة معيلها. أطفالها تتم العناية بهم من قبل العائلة حيث أن والدهم لا يستطيع الاعتناء بهم وذلك لأسباب صحية تمنعه من ذلك. زينب وأحمد وفاطمة محرومون من عائلتهم وأمهم التي كانت مسؤولة عن كل ما يحتاجون مادياً ومعنوياً ونفسياً. رؤية الأطفال لوالدتهم تهان بهذه الطريقة أثناء الزيارة يتسبب لهم في ألم نفسي، كما أن عدم مقدرتهم على رؤيتها كل يوم كما اعتادوا ومنعهم من عناقها، أمر مؤلم لأطفال في أعمارهم.
نعتقد أن حالة وظروف طيبة درويش تؤهلها لأن يفرج عنها لـ “أسباب إنسانية”، إن لم يكن لحالتها الصحية والنفسية، فلحالة أطفالها النفسية وأيضاً المادية، حيث أنهم في عمر هم في أمس الحاجة فيه لأمهم. نطالب حكومة البحرين بالنظر في حالة المعتقلة طيبة درويش والإفراج عنها.