قال الشيخ نمر النمر في إحدى خطبه في 2011 “منذ اليوم الذي ولدت فيه حتى الآن، لم أشعر أبداً في الأمن في بلادي” . كان الشيخ نمر النمر أحد أبرز النشطاء السياسيين في المنطقة الشرقية، و كان يتحدث بإسم المواطنين المهمشين في السعودية.
تتضمن المنطقة الشرقية في المملكة الأقلية الشيعة بشكل رئيسي. وهم يشكلون نحو ثلث إلى نصف سكان المنطقة. منذ مطلع المملكة، تم تهميش المنطقة الشرقية من التنمية الإقتصادية التي شهدتها المناطق الأخرى على الرغم من وجود كمية كبيرة من الثروة النفطية في المنطقة نفسها. على مدى عقود، عان سكان المنطقة من مشكلتان رئيسيتان ذات صلة بالتمييز المنهجي: أولاً، أن الحكومة تحرمهم من الأماكن الدينية و الثقافية التي تمنحها لغالبية السكان في المملكة. وثانياً، تمييز الحكومة ضدهم في مجالات التعليم والعدالة و فرص العمل.
يواجه سكان المنطقة الشرقية صعوبة في بناء المساجد أو إدارة أماكن العبادة، و هم يبلغون عن مستويات عالية من التمييز الديني في الإدارات العامة. مثلاً، قامت الحكومة في ٢٠١٠ بإغلاق جميع المساجد الشيعية في منطقة الخبر في المنطقة الشرقية على خلفية مخاوف أمنية لم تحدد. منذها، يخاطر سكان الخبر بالملاحقة الجنائية عندما يجتمعون في المنازل للعبادة. و إضافة إلى ذلك، قامت الحكومة في ٢٠١٢ بهدم مسجد عين الإمام حسين بسبب النظاهرات المناهضة للحكومة التي رأتها العوامية، و هي بلدة واقعة في المنطقة الشرقية. بينما السكان في المنطقة الشرقية يتمتعون بعضوية مجالس البلدية، تتمركز القوى المطلقة على مستوى المحافظات، التي تحكمها العائلة المالكة و وزارة الداخلية بشكل كامل.
شارك سكان المنطقة الشرقية في إحتجاجات عام ٢٠١١ التي أظهر فيها مواطني المملكة إستيائهم إزاء القمع الحكومي والقتل و الإعتقالات التعسفية في البلاد. في المنطقة الشرقية على وجه التحديد، إستهدفت السلطات السعودية زعماء الشيعة و النشطاء بالأعمال الإنتقامية و الإعتقالات و السجن و الإعدام، بعد إجراء محاكمات غير عادلة. ذكر أولئك الذين شاركوا في إحتجاجات عام ٢٠١١، و التي لا تزال تتداول رغم حظر الحكومة، أن القمع السياسي الذي يواجهه جميع السعوديون، إلى جانب التمييز الديني ضد السكان الشيعة التي يعانون منها في المنطقة الشرقية، قد دفعت المنظاهرين إلى الشوارع.
بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكل فرد الحق في الأمان و الملكية و الدين و أن يعترف به كشخص أمام القانون. يخالف تمييز السعودية المستمر ضد سكان المنطقة الشرقية حقوق الإنسان الأساسية المكفولة لجميع الأفراد.
سببت معاملة الشيخ نمر كمواطن من الدرجة الثانية على مدى حياته في المنطقة الشرقية بأن يصبح ناشط حقوقي و إصلاحي بارز. و ألقى اللوم على الحكومة السعودية لفشلها في تحسين الأوضاع في المنطقة. بدأ نشاطه السياسي و الإجتماعي في التسعينات، و إستمر حتى عام ٢٠١١ كما طالب بالإصلاحات، و وضع حد لتخويف و ترهيب و إضطهاد و سوء معاملة الدولة. ودعا من أجل الحرية لجميع المواطنين كما دعا إلى حركة إصلاحية سلمية.
أتت وفاة الشيخ نمر نتيجة التمييز و الظلم من قبل الحكومة السعودية. بعد محاكمة معيبة للغاية فشلت في إتباع قوانين المملكة الخاصة، قامت السلطات السعودية بإعدام الشيخ نمر على خلفية تهم أجرمت حقه في حرية التعبير. كان نضاله من أجل حقوق الإنسان في السعودية رمزاً للنضال المستمر من أجل المساواة بين المواطنين في جميع أنحاء السعودية و ليس في المنطقة الشرقية فقط.
مبشرة تزامل هي زميلة مناصرة لدى منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان في البحرين