نظرة عامة على مشاركة منظمة ADHRB في أعمال الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان

شاركت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) في الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقدة في الفترة ما بين 24 فبراير ولغاية 4 أبريل 2025.

خلال هذه الجلسات، قدمت المنظمة ثلاثة عشر مداخلة شفوية في إطار أربعة بنود، سلطت خلالها الضوء على مختلف انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين والسعودية والإمارات.

قدمت ADHRB إحدى عشرة مداخلة تتعلق بحالة حقوق الإنسان في البحرين في إطار البنود 2 و3 و4 و5. وفي إطار البند الثالث، قدمت المداخلة الثانية عشر التي سلطت الضوء على قضية الاضطهاد الديني الممارس ضد الشيعة في السعودية. وفي إطار البند الخامس، قدمت المداخلة رقم ثلاثة عشر التي تطرقت إلى استهداف الإمارات للمدافعين عن حقوق الإنسان، مسلطة الضوء على قضية الناشط المعتقل أحمد منصور. كما قدمت المنظمة مداخلة ضمن المناظرة السنوية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومداخلة ضمن المناقشة السنوية حول حقوق الطفل.

البند الثاني

في إطار البند الثاني، قدمت أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين مداخلة خلال المناقشة العامة في 4 مارس 2025، سلطت خلالها الضوء على استمرار البحرين في اتخاذ إجراءات انتقامية ضد السجناء السياسيين في سجن جو، حيث يتعرضون للضرب، والتكبيل على مدار الساعة، والعزل، والإهمال الطبي، والحرمان من الحقوق الأساسية. وأشارت المداخلة إلى التدهور الحاد في الحالة الصحية للعديد من السجناء، مثل رجائي علي بدو، الذي يُحرم من الرعاية الطبية رغم معاناته من مشاكل خطيرة في القلب والتنفس. كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية للضغط على البحرين لوقف هذه الانتهاكات والامتثال للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

البند الثالث

في إطار البند الثالث، قدمت منظمة ADHRB أربع مداخلات في 4 و17 و21 مارس 2025 خلال المناقشة العامة والحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بقضايا الأقليات والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

في المداخلة التي أُلقيت في 3 مارس، خلال الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، لفتت ADHRB انتباه المجلس إلى التعذيب المستمر في سجون البحرين، حيث يتعرض السجناء السياسيون، وخاصة القصر، للضرب والإهانات والعزل المطول والإهمال الطبي. وسلطت المداخلة الضوء على استخدام السلطات البحرينية للتعذيب بشكل منهجي لانتزاع الاعترافات وإسكات المعارضة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية. كما استعرضت حالات مثل عباس مسلم جمعة، الذي اعتُقل تعسفيًا وتعرض للضرب خلال التحقيق، ومحمد عيسى خاتم، الذي عوقب بالعزل والحرمان من الاتصال لمجرد تحدثه بصوت عالٍ.

ضمن مداخلة قدمت خلال المناقشة العامة تحت البند الثالث في 17 مارس 2025، سلطت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين الضوء على استمرار احتجاز كبار قادة المعارضة البحرينية والمدافعين عن حقوق الإنسان منذ عام 2011، رغم الدعوات المتعددة من الأمم المتحدة للإفراج الفوري عنهم وتوفير الرعاية الطبية العاجلة لهم. وسلطت المداخلة الضوء على المعاناة المستمرة للزعيم المعارض حسن مشيمع، البالغ من العمر 77 عامًا، والذي يعاني من أمراض مزمنة ويواجه إهمالًا طبيًا يهدد حياته. كما استعرضت حالة عبد الهادي الخواجة، الذي يتعرض لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك الحبس الانفرادي المطول والإهمال الطبي، مما أدى إلى تدهور خطير في صحته.

كذلك ألقت المنظمة مداخلة في 17 مارس 2025 خلال جلسة المناقشة العامة تحت البند الثالث، سلطت الضوء على استمرار احتجاز البحرين للسجناء السياسيين المدانين بتهم الإرهاب بعد انتزاع اعترافاتهم تحت التعذيب. وأشارت المداخلة إلى أن العديد من هؤلاء السجناء، مثل عبد الهادي الخواجة، لا يزالون يواجهون انتهاكات جسيمة، بما في ذلك العزل المطول والإهمال الطبي الذي يعرض حياتهم للخطر. كما استعرضت حالة إبراهيم يوسف السماهيجي، الذي حُكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة غير عادلة استندت إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب.

وفي 21 مارس 2025، قدمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين مداخلة تحت البند الثالث مع المقرر الخاص المعني بقضايا الأقليات، أشارت خلالها إلى التمييز الممنهج ضد المسلمين الشيعة في السعودية، حيث يُمنعون من بناء المساجد، وتُقيّد حريتهم الدينية، ويُستبعدون من المناصب العليا، فيما تستمر المناهج الدراسية في تعزيز خطاب الكراهية ضدهم. وسلطت المداخلة الضوء على استمرار تهميش الشيعة واستبعادهم من المناصب العليا رغم وعود الإصلاح. كما أشارت إلى القمع الواسع للنشطاء الشيعة، حيث يواجهون الاعتقال التعسفي والأحكام الجائرة، بما في ذلك عقوبات الإعدام لمشاركتهم في احتجاجات سلمية.

البند الرابع

في إطار البند 4 خلال المناقشة العامة، قدمت ADHRB ثلاث مداخلات في 20 و21 مارس 2025.

في 20 مارس 2025، قدمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين مداخلة تحت البند الرابع، سلطت الضوء على استمرار البحرين في إجراءات انتقامية ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، مستشهدة بحالة المدافع عن حقوق الإنسان المُفرج عنه ناجي فتيل، وإعادة اعتقال المدافع عن حقوق الإنسان علي الحاجي. وأشارت المداخلة إلى أن ناجي فتيل لا يزال يواجه قيودًا تعسفية بعد الإفراج عنه، مما يحدّ من قدرته على إعادة الاندماج في المجتمع. كما أكدت أن إعادة اعتقال علي الحاجي بسبب نشاطه الحقوقي تعكس استمرار البحرين في استخدام القوانين لتكميم الأفواه ومعاقبة المعارضين السلميين.

كذلك قدمت مداخلة في 20 مارس، تحت البند الرابع، سلطت خلالها الضوء مع منظمات شريكة على تصاعد المعاملة المهينة للسجناء السياسيين في سجن جو، في انتهاك لقواعد نيلسون مانديلا. ولفتت المداخلة الضوء على تفاقم الإهمال الطبي، حيث يُحرم السجناء من الرعاية الصحية اللازمة رغم معاناتهم من أمراض خطيرة. وأكدت أن هذه الممارسات التعسفية تهدف إلى قمع أي مطالب بتحسين أوضاع السجون، في انتهاك صارخ للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وخلال مداخلتها في 21 مارس 2025 تحت البند الرابع، حثت منظمة ADHRB البحرين على إنهاء القمع الديني المنهجي ضد السجناء السياسيين الشيعة، وضمان حقهم في العبادة، ووقف جميع أشكال العقاب الجماعي بسبب معتقداتهم. وأكدت المنظمة أن السجناء الذين يطالبون بممارسة حقوقهم الدينية يواجهون أعمالًا انتقامية متزايدة، بما في ذلك التهديد بالعزل الانفرادي والنقل التعسفي إلى زنازين أشد قسوة. كما أشارت إلى أن السلطات تفرض قيودًا تعسفية على الكتب الدينية والمصاحف، في محاولة لحرمان السجناء الشيعة من أي شكل من أشكال التعبير عن معتقداتهم.

البند الخامس 

في 21 مارس 2025، قدمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين مداخلة خلال الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وخلال مداخلتها تحت البند الخامس، أعربت عن قلقها العميق إزاء استهداف البحرين للمدافعين عن حقوق الإنسان، سواء بسجنهم لفترات طويلة أو الانتقام ممن أُفرج عنهم، مثل الناشط علي الحاجي. وأكدت المنظمة أن استهداف البحرين المستمر للمدافعين عن حقوق الإنسان يمثل تصعيدًا خطيرًا للإجراءات القمعية التي تهدف إلى إسكات الأصوات المعارضة وترهيب النشطاء. كما أشارت إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع التزامات البحرين الدولية، وتستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لضمان حماية حقوق الإنسان ووقف جميع أشكال الانتقام ضد النشطاء.

وتحت البند الخامس، قدمت ADHRB مداخلة في 21 مارس لفتت خلالها انتباه المجلس إلى استمرار احتجاز وإساءة معاملة كبار السن من المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان في البحرين، والمسجونين منذ عام 2011 لنشاطهم وتعاونهم مع آليات الأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء، الدكتور عبد الجليل السنكيس الذي يعاني من أمراض مزمنة ويُحرم من الرعاية الطبية، وعبد الهادي الخواجة الذي يعاني من الإهمال الطبي وتدهور صحته. وأكدت المنظمة أن استمرار احتجاز وإساءة معاملة المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان من كبار السن مثل الدكتور عبد الجليل السنكيس وعبد الهادي الخواجة وحسن مشيمع وعبد الوهاب حسين إسماعيل، يعكس تجاهل البحرين للمعايير الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان. وشددت على ضرورة اتخاذ المجلس إجراءات فورية للضغط على البحرين لضمان توفير الرعاية الطبية اللازمة لهم والإفراج عنهم فورًا.

وفي 21 مارس، قدمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ومنظمات شريكة مداخلة خلال البند الخامس، طالبت خلالها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الحقوقي الإماراتي أحمد منصور. وأشارت المنظمة إلى أن منصور يُحتجز في ظروف قاسية منذ اعتقاله في 2017، حيث تعرض لمحاكمة جائرة بناءً على تهم ملفقة تتعلق بنشاطه السلمي وتواصله مع آليات الأمم المتحدة. كما لفتت إلى معاناته من التعذيب الجسدي، والحرمان من الرعاية الصحية، ومنعه من التواصل مع عائلته، وهو ما يعكس انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.

المناظرات السنوية 

وخلال المناظرات السنوية، قدمت المنظمة مداخلتين ضمن المناظرة السنوية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمناقشة السنوية حول حقوق الطفل.
في 10 مارس 2025، قدّمت أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين مداخلة خلال المناظرة السنوية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان، أدانت خلالها إهمال البحرين الطبي للسجناء السياسيين من ذوي الإعاقة، مشيرة إلى قضية الدكتور عبد الجليل السنكيس. أعربت المنظمة عن قلقها الكبير إزاء حرمان البحرين المستمر للسجناء السياسيين من الرعاية الصحية والتسهيلات المعقولة، ولا سيما السجناء ذوي الإعاقة الجسدية. وأشارت إلى حالة الدكتور عبد الجليل السنكيس، الناشط الذي يعاني من متلازمة ما بعد شلل الأطفال، والذي يقبع رهن الاحتجاز منذ 14 عامًا. رغم معاناته من آلام شديدة في المفاصل وغياب العناية الطبية المناسبة، تواصل السلطات البحرينية رفض توفير الرعاية اللازمة له، بما في ذلك العكازات الملائمة والأحذية الطبية.

وفي 13 مارس 2025، قدمت منظمة ADHRB مداخلة ضمن المناقشة السنوية حول حقوق الطفل، أعربت خلالها عن قلقها العميق إزاء الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها البحرين بحق القاصرين في مراكز الاحتجاز، والتي تتعارض مع اتفاقية حقوق الطفل. وأشارت إلى تعرض القاصرين للاعتقال التعسفي دون مذكرات توقيف بتهم سياسية، والاحتجاز دون محاكمة، والإخفاء القسري. كما لفتت إلى تعرضهم للتعذيب والحرمان من التعليم، مما يعرض مستقبلهم للخطر.

من خلال مشاركتها في الدورة 58 لمجلس حقوق الإنسان، ساهمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) في تعزيز الوعي الدولي حول الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في البحرين ودول المنطقة. من خلال المداخلات التي قدمتها، تمكّنت المنظمة من تسليط الضوء على قضايا حيوية مثل القمع السياسي، التعذيب، والتمييز الديني، بالإضافة إلى الوضع المأساوي للسجناء السياسيين والأطفال المحتجزين. هذه المداخلات تعد دعوة ملحّة للمجتمع الدولي للتدخل واتخاذ إجراءات ملموسة لضمان احترام حقوق الإنسان وحمايتها، ودفع المجتمع الدولي لمواصلة الضغط على الحكومات المعنية، مما يسهم في تعزيز المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات.